ارجو نشر مشكلتي هذه في باب بريد الجمعه.. فانا طالبه جامعيه عمري27 سنه, جميله جدا ومتدينه, وطيبه الي اقصي حد, ولا احب الكذب واحب الصراحه.
ومشكلتي هي انني اريد زوجا بمواصفات محدده, واتمني ان اجده مع العلم بانني لم يسبق لي الارتباط ابدا واكثر شيء يورقني هو احساسي بالوحده, فانا اريد ان يكون زوجي علي خلق ووسيماودخله جيدا, ويقبل ان تكون العصمه في يدي ويكون حنونا ويقوم بشراء شقه تمليك لي بالقاهره ويكتب باسمي الاثاث والشقه ايضا, وان يتراوح عمره بين27 و48 سنه, وان يحبني جدا ويعاملني برقه, وان يكون صادقا ولا يكذب, لان الكذب هو اكثر شيء يضايقني في هذه الدنيا, وان يحافظ علي الصلاه في اوقاتها بقدر المستطاع, وان اكون كل شيء في حياته, وافضل ان يكون حاصلا علي جنسيه اجنبيه اخري, ولكن هذا الشرط ليس مهما بالنسبه لي فقط, وانما افضله فقط مع العلم باني من عائله محترمه جدا.. انني اعلم ان شروطي قد تكون صعبه, ولكنها ليست مستحيله ولست ادري لماذ اشعر دائما بعدم الامان ؟ وابحث دائما عمن يحقق لي الامان النفسي اي السعاده, والامان العاطفي وكذلك المادي, بالرغم من ان اسرتي ميسوره الحال واننا اثرياء.
كما انني اسعي دائما واخطط لعمل مشروعات خيريه في المستقبل من اجل مساعده الناس جميعا, واتمني ان تكون لدي زوج المستقبل ان شاء الله نفس الرغبه في عمل الخير لوجه الله.
امنيتي كانت دائما ان اقيم في استراليا واحصل علي الجنسيه الاستراليه, واتمني ان احقق هذه الامنيه.. فالله قادر علي كل شيء. مع العلم بانني اريد مواصله دراستي لمده سنتين حتي احصل علي البكالوريوس, ولكن وانا متزوجه فانا انسانه مثاليه واتميز بحسن الخلق وهذا من فضل ربي علي.
ولكاتبه هذه الرساله اقول:
نشرت رسالتك هذه لكي نطلع معا علي طريقه تفكير بعض الفتيات في حياتهن ونظرتهن للمستقبل والزواج.. ونتاملها..
فالحق ان في رسالتك هذه اكثر من شيء مفزع اوله انك تصغين شروطا ماديه مغالي فيها بقبولك بزوج المستقبل كان يشتري لك شقه مناسبه, وبدلا من ان يسجلها باسمه وقد دفع ثمنها من كده او كد اسرته فان عليه ان يقدمها لك علي طبق من فضه ويسجلها باسمك انت, ثم يشتري اثاث الزوجيه كاملا دون ان تسهم معه اسرتك التي تقولين عنها وعنك انكم من الاثرياء في شيء منه, ثم يقوم راضيا مرضيا بتسجيل الاثاث باسمك, وليس ذلك فقط وانما عليه ايضا وبعد تقديم الشبكه والهدايا, وربما المهر زياده في الفضل ان يوافق علي ان تكون العصمه بيدك, ويعاملك برقه ويحبك بجنون وتصبحي كل شيء في حياته, ولا باس بعد ذلك لو كان من مزدوجي الجنسيه وحاملا لجنسيه اخري عسي ان يسهم ذلك في تيسير الهجره لك حين ترغبين فيها..
ومقابل هذه المغالاه في الشروط التي تعكس اعتدادا عجيبا بالنفس وتفكيرا بعيدا عن النضج في امور الحياه والسعاده الزوجيه, فانك تقدمين تنازلا كبيرا لايتناسب ابدا مع هذا الاعتزاز بالنفس ولا مع ثراء الاسره واحترامها وهوانك وانت الانسه التي لم يسبق لها الارتباط ابدا كما تقولين تقبلين باي زوج تتوافر فيه هذه المواصفات ابتداء من عمر27 سنه الي48 عاما, اي انه لا مانع لديك من ان تقبلي في سبيل توافر هذه المواصفات الماديه في معظمها بمن يكبرك ب21 عاما, وربما23 او25 عاما, اذ لن ترفضي غالبا عرضا ملائما لك بسبب بضع سنوات اخري زياده في العمر.
فاذا اضفنا الي ذلك ان من يقترب الخمسين من عمره يكون غالبا قد سبق له الزواج والانجاب او يرغب في الزواج الثاني مع وجود الزوجه الاولي والابناء في حياته, فان ذلك يفتح الباب لتساولات اخري مريبه لاتتناسب ايضا مع ما تعكسه شروطك من اعتزاز واستعلاء.. فما هذا التخبط يا ابنتي؟! لقد شغلت في رسالتك بذكر ما تريدين من زوج المستقبل عن ان تذكري شيئا عما ستقدمينه انت له مقابل عطائه لك, ولو كان مجرد الوعد بالسعاده والحب والاخلاص والعشره الطيبه, والحياه ليست اخذا فقط دون عطاء, ولن يجد الانسان من يعطيه بلا انتظار للمقابل منه سوي ابويه وتفكيرك في زوج المستقبل علي هذا النحو لايختلف كثيرا عن تفكير المعيل الذي اعتاد ان يعوله ابوه ويقدم له عطاءه دون مقابل.
وليس ذلك مما يرشحك للفهم الصحيح للحياه الزوجيه, كما انه يضيق عليك فرص السعاده, لان من يطلب الكثير لا يرضيه ما دونه.. ولو كان كثيرا في نظر الاخرين.
وكلما تواضعت مطالبنا من الحياه ازدادت فرصنا للسعاده والرضا عما حققناه لانفسنا من مطالبنا البسيطه.
ونصيحتي لك هي ان تعيدي النظر في الامر كله بواقعيه وتواضع يتفقان حقا مع التدين الحقيقي, لكيلا تحكمي علي نفسك بالوحده والتعاسه.. او التعلق بالامال عسيره المنال.