اكتب اليك بعد مرور عامين علي نشر رسالتي في بابكم.. فانا كاتبه رساله صوت القطار التي رويت لك فيها انني زوجه شابه تزوجت من موظف بشركه من شركات القطاع باحدي مدن الاقاليم وانجبنا طفلا جميلا سميناه منذ مولده الحب الكبير.. فتقدم طفلي في العمر حتي تجاوز الرابعه وكان قد احب منظر القطار الذي يمر بجوار بيتنا والف صوته فاصبح يهرع الي الشرفه كلما سمعه.. ويلوح بيديه لركابه.. ثم مرض بالكحه ذات يوم واصطحبه والده الي عياده الطبيب ففحصه واشتري والده له الدواء من الصيدليه المجاوره وسار في طريقه الي البيت وطفلنا الحبيب يمسك بيده فاذا بقطار الموت الذي خرج عن القضبان ودهم الناس والمنازل في كفر الدوار يوم18 اكتوبر1998, يدهم بسرعته الجنونيه طفلنا الحبيب فيلقي مصرعه في لحظات امام انظار ابيه المذهول.
---------------------------------------------------------انا كاتبه هذه الرساله المولمه التي طلبت منك في ختامها ان يتبني احد اساتذه امراض النساء والولاده حالتي لكي اسعي انا وزوجي لانجاب طفل اخر يعوضنا عن طفلنا الحبيب الوحيد لان فرص حملي بعد هذا الطفل ليست كبيره, لاننا لا نقدر انا وزوجي علي مصاريف المتابعه وعلاج حالتي, فكانت استجابتكم سريعه وتكفل بريد الاهرام بكل مصاريف علاجي وشراء الادويه الغاليه التي كتبها لي الطبيب المعالج. وتبني حالتي متطوعا وماجورا من ربه الدكتور مختار طبو زاده جزاه الله عني خيرا, وقام زميلكم, الذي كلفتموه بمتابعه حالتي في الاسكندريه الاستاذ علاء رياض, بكل ما يلزم من شراء الادويه ومتابعه العلاج والاطمئنان علينا.. وابلاغكم اولا باول بما يستجد من احوالنا.
---------------------------------------------------
وبعد ان كانت حالتنا المعنويه والنفسيه شديده الانهيار بعد الحادث الاليم بدانا نتماسك.. واقتربنا من الله كثيرا ووثقنا في انه سبحانه وتعالي سوف يعوضنا عمن فقدنا ويوجرنا فيه اجرا كبيرا.. واكثرنا من الصلاه والاستغفار حتي نزلت السكينه علي قلبينا..***************************************
وبعد فتره ليست قصيره من العلاج بدات اشعر باعراض الحمل فذهبت وحدي الي احد المعامل واجريت تحليل الحمل بعيدا عن زوجي فما ان جاءت النتيجه ايجابيه حتي انهمرت دموع الفرح من عيني وهرولت عائده الي زوجي لابشره بالخبر السعيد فبكي هو الاخر من الفرحه ونهض علي الفور لاداء ركعتين شكرا لله, وبدات اتابع حملي مع طبيب من مدينتنا كان قد قرا هو ايضا رسالتي الاولي وعرف قصتي ورفض ان يتقاضي مني اي اجر جزاه الله كل خير.
***************************************
والان فاني اكتب لك رسالتي هذه يا سيدي بعد ان اتم الله نعمته علينا وهبطت علينا جوائز السماء التي بشرتنا بها في ردك علي رسالتي الاولي, فرزقنا الله سبحانه وتعالي بطفل جميل سميناه محمدا.
ولقد عاهدت نفسي قبل الولاده ان اكتب لك بتطورات قصتي وان ابشرك بمجيء تعويض السماء لنا لكي تفرح معنا بهذا الخبر السعيد كما تالمت لنا من قبل, ولكي يشاركنا فرحتنا كذلك قراء بريد الجمعه الكثيرون الذين جاءوا الينا بعد نشر الرساله بغير سابق معرفه وقدموا لنا العزاء في طفلنا الاول وعرضوا علينا مساعداتهم الكثيره وشدوا من ازري انا وزوجي في محنتنا.. فلك ولبريد الجمعه ولطبيب الاسكندريه الكبير وطبيب مدينتي الفاضل ولهولاء القراء الفضلاء كل الشكر والدعاء.. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
----------------------------------------------------
ولكاتبه هذه الرساله اقول
********************
تداعي الي ذهني وانا اقرا رسالتك البهيجه هذه ما رواه الطبراني بسنده عن ابي امامه رضي الله عنه من ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ان الله تعالي يجرب عبده بالبلاء كما يجرب احدكم ذهبه بالنار, فمنهم من يخرج كالذهب الابريز لا يربد, ومنهم دون ذلك, ومنهم من يخرج اسود محترقا!
فاما الشكر فالاحق به هو طبيب الاسكندريه الكبير الذي اشرف علي علاجك لاكثر من عام حتي اذن الله لك بالحمل مره اخري متطوعا وماجورا من ربه باذن الله.. وكذلك طبيب مدينتك الذي تابع حملك فضلا وكرما منه.. الذي اشرف علي حالتك بصبر واهتمام حتي بلغت نهايتها السعيده.. والي جانب هولاء القراء الافاضل الذين اهتموا بامرك وسارعوا بمواساتك ورغبوا في التخفيف عنك.
ولاشك ان هولاء جميعا يشاركونك الان سعادتك بجائزه السماء الثمينه التي هبطت عليك.. ويرجون لها ولك ولزوجك كل الخير وكل الامان ان شاء الله.
*****************************************
تحياتي لهواة البريد