الجمعة، يوليو 23

الشاهد


أنا شاب عمري‏31‏ عاما اعمل في وظيفة مناسبة بشركة محترمة وبمرتب معقول‏,‏ وقد تزوجت منذ‏5‏ سنوات من فتاة احببتها‏..‏ وتمنيت أن أسعد بحياتي معها وان أسعدها‏..‏ وفقني الله في اعداد مسكن مجهز بالتليفزيون والثلاجة والغسالة الاتوماتيك‏,‏ وأصبح بيتا جميلا في عين كل يدخله‏,‏ ويلمس بساطته وتناسقه والذوق السائد فيه‏.‏

 
وحين انتهيت من اعداد هذا المسكن الصغير قلت لنفسي اننا قد جهزنا المكان ولم يبق إلا أن نبعث فيه دفء السعادة والود المتبادل والعشرة الحلوة‏,‏ واقبلت علي حياتي الجديدة مفعما بالآمال والرغبة القوية في السعادة‏,‏ لكنني لم احظ بشيء من ذلك للأسف‏,‏ لأن زوجتي غير راضية عما اتيح لنا من أسباب‏,‏ واعيش في نكد مستمر منها‏,‏ ومن أهلها الذين يناصرونها علي طول الخط ظالمة ومظلومة‏,‏ وكذلك بسبب نصائح أمها لها بأن كل ما عليها أن تفعله حين نتشاجر هو أن تضع ماكياجا كاملا علي وجهها‏,‏ وترتدي أحسن قميص لديها‏..‏ وتفتح جهاز التسجيل علي أعلي صوت له وكأنها تقول للجميع انه لا يهمها زوجها في شيء‏!‏




 
اما في مناقشاتنا فهي لا تلتزم الأدب معي ويرتفع صوتها علي‏,‏ وتنطق بالفاظ غير محترمة مما يجبرني وانا الرجل الهاديء المصلمي الذي يشهد له الآخرون بحسن خلقه علي الرد علي اهاناتها‏.‏
وحتي بعد ان انعم الله علينا بالولد استمرت والدتها تؤلبها علي وعلي اخوتي الذين يكنون لزوجتي الحب وذلك لكي تقطع علاقاتها بهم بالرغم من انهم يقيمون في اطراف المدينة ولا يزورننا كثيرا‏.‏




وحين بلغ ابني من العمر عامين ونصف العام اصبح للمشاكل بيننا شكل آخر وعند حدوث خلاف بيني وبينها خلال الليل فانها بدلا من أن تحتوي المشكلة لكيلا يصحو الطفل من نومه‏,‏ فأنها توقظه لكي يشهد الخناقة بيني وبينها ويكون شاهدا علي ما يجري بيننا فلا يملك الطفل الصغير إلا أن يبكي ويرتجف من الخوف والفزع‏,‏ وفي بعض الأحيان قد لا تكتفي بايقاظه فقط‏,‏ وإنما تضربه ايضا لكي ينشأ معقدا مثلها كما تقول لي‏:‏
ومنذ بضعة اسابيع طلبت مني ان تذهب الي بيت اهلها لحضور حفل عيد ميلاد احد اخوتها‏..‏ واعترضت علي ذلك لمرضها بسبب الحمل‏,‏ فذهبت الي اهلها غاضبة‏..‏ واستبقاها الاهل لديهم بغير أن يرشدها أحد منهم الي الصواب وايدوها علي طول الخط كعادتهم معها‏,‏ وكان شرطهم لعودتها للبيت ان يتنازل اهلي عن دين لهم اقترضته منهم لعلاجها عقب الولادة من مرضها‏..,‏ وألا التزم بدفع اقساطه‏,‏ لأن ذلك كما يقولون يؤثر علي حياة ابنتهم‏.‏

انني اكتب اليك الآن لكي أقول لك إنه لا أحد يطلب التعاسة لنفسه أو يتمني الفشل في الزواج‏,‏ لكن ظروف الحياة قد تضطرنا في بعض الأحيان الي ان نفعل مالا نتمناه لانفسنا‏..‏ فأنا مثلا لم أكن اتصور ان يجيء اليوم الذي أفكر فيه جديا في الطلاق‏,‏ وهدم بيتي وتمزيق طفلي الصغير بيني وبين أمه‏..‏ ويكدر علي حياتي الآن التفكير الدائم في مصير هذا الطفل البريء‏.‏ ومصير الجنين الذي لم يأت الي الحياة بعد‏..‏ فماذا افعل ياسيدي‏..‏ وماذا تقول لهذه الزوجة ولأهلها الذين يناصرونها دائما ضدي‏.‏


ولكاتب هذه الرسالة اقول 



نعم ياصديقي لا أحد يطلب التعاسة لنفسه أو يرغب بصدق في حرمان اطفاله من سعادتهم‏,‏ وامانهم بين أيديهم‏,‏ لكن السعادة لا تتحقق بالتمني وحده ولا بالرغبة السلبية فيها‏,‏ وانما تتحقق كذلك بالعناء‏..‏ وبالصبر علي بعض المكاره‏..‏ والتعالي علي الصغائر‏,‏ والتحلي بالمرونة الضرورية في بعض الأوقات‏,‏ وإلا تحولت العلاقة بين كل زوجين الي علاقة صراع لا علاقة تفاعل وتحاور وتنازلات متبادلة وحرص مشترك علي حماية الحياة الزوجية من الانهيار‏.‏


بل إننا نحتاج في بعض الأوقات لكي نحافظ علي سفينة الحياة طافيه فوق سطح الماء إلي أن نستفيد من العلوم السياسية بعض قواعد فن ادارة الأزمات ونطبقها بحكمة علي حياتنا الخاصة‏,‏ ومنها ان نعرف متي نتراجع عن ارادة أو رغبه لا يؤوي التمسك المتحجر بها للنهاية إلا إلي انفجار الموقف وتقطع الخيوط بيننا وبين الآخرين‏..,‏ وأن نكون مستعدين في بعض الأحيان للقبول بالحلول الوسط بديلا عن الحلول المثلي الملبيه لكل رغباتنا وشروطنا‏,‏ وان نتجنب في بعض الأحيان الاستجابة لاستفزازات الآخرين‏,‏ ونفوت عليهم الفرصة لدفع الأمور بيننا وبينهم الي الطريق المسدود‏..‏

وما تشكو منه من مشاحنات بينك وبين زوجتك ومناصرة أهلها لها ضدك‏..‏ وما تتصوره من تحريض امها لها عليك‏,‏ ونصائحها غير الحكيمة لها بشأن التعامل معك في وقت الخلاف‏,‏ كل ذلك مما يمكن احتواؤه واصلاحه
وتخفيف آثاره السلبية‏..‏ والصبر علي مكارهه‏..‏ اذا انعقدت ارادتك وإرادة زوجتك علي إنقاذ سفينتكما من الغرق‏,‏ وإنقاذ طفلكما الصغير من الشقاء وطفلكما المقبل من المصير المجهول‏..‏ وتحديد الهدف الذي يستحق ان يسعي إليه الانسان بكل ما يملك من جهد وطاقه يؤدي به بالضرورة الي استبعاد الوسائل التي لا تعينه علي بلوغ الهدف‏..‏ وإنما في كل الوسائل التي تقربه منه‏..‏ فاذا اتفقنا علي ان الهدف الأساسي لك ولزوجتك ينبغي ان يكون هو انقاذ حياتكما الزوجية من الانهيار وطفلكما والجنين القادم من عالم الغيب مما يتهددهما من تمزق وحيرة وضياع إذا حدث الانفصال 



 بينكما‏,‏ فان ذلك يفرض علي كل منكما أن يتنازل عن كل الاهداف الصغيرة الأخري له كهدف الانتصار الرخيص في معركة قهر ارادة الطرف الآخر واملاء الرغبات وفرض الشروط وان يركز جهده علي كل ما يقرب وليس ما يفرق بينكما‏.‏
وقديما قال الأديب الانجليزي لورد جون أوبك أفبي‏,‏ ان الفشل الشريف خير من الفوز الرخيص
وتطلع كل منكما الآن في هذا الموقف المتأزم لفرض ارادته علي الآخر دون أي تنازل من جانبه وإلا وقع الانفصال ولن يكون اذا تحقق علي حساب مصير طفلكما وجنينكما


سوي فوز رخيص‏,‏ الفشل في تحقيقه أشرف كثيرا من النجاح فيه‏.‏
وفشل كل منكما الآن في املاء رغباته علي الآخر اذا كانت نتيجته الحتمية هي توصلكما معا لحل وسط واستعادة الوفاق بينكما وعودة طفلكما للحياة بينكما بلا قلاقل ولا اضطرابات هو عين الفشل الشريف الذي يحق لكل ذي قلب حكيم منكما ان يفتخر به ويحتسبه من فضائله وليس من مواقف ضعفه أو هزائمه‏.‏
ولهذا كله فاني ادعوك أنت وزوجتك وأهلها الي كلمة سواء تتوصلون معها باذن الله الي تبديد غيوم الخلاف والشقاق بينك وبين زوجتك واعادة الأمان والاطمئنان 

لحياتكما وطفلكما وجنينكما المقبل مع رجائي الحار لزوجتك إذا ما نشب بينكما في المستقبل اي خلاف ــ أن تعفي طفلكما البريء من الشهادة عليه‏..‏ وأن تؤمن مع العقلاء والرحماء من الآباء والأمهات بأن أثمن ما يقدمه أب وأم لأطفلهما ومهما يكن نوع العلاقة بينهما‏,‏ هو طفولة سعيدة خالية من الآلام‏..‏ والأحزان‏..‏ والمؤثرات السلبية الكريهة‏,‏ وليست طفولة معذبة شقية حافلة بمثل هذه الشهادات اللا انسانية‏!

الجمعة، يوليو 2

الخطأ الفادح


 
 
الخطأ الفادح

أنا مصرى أعمل بشركة بإحدى الدول العربية ، وقد شاءت لى أقداري أن أشهد عن قرب وقائع قصة أمل فى أن تساعدنى على تدارك بعض أثارها الأليمة ، فلقد وجدت فى موقع العمل الذى التحقت به منذ حوالى عام ونصف العام زميلا قديما عرفت من ظروفه أنه كان متزوجا من أحدى قريباته وأنجب منها ثلاث بنات ثم تم الطلاق بينهما وانفصل عن زوجته وجاء للعمل فى هذا البلد العربى . وبعد عام من غربته رجع الى مصر فى زيارة وتزوج من أخرى تبين فيما بعد انها كانت مسئولة عن انهيار حياته الزوجية الأولى , ورجع بها الى مقر عمله .. فى حين بقيت البنات الثلاث فى رعاية الأم التى تعمل بوظيفة صغيرة .



ويبدو أن مطلقة هذا الزميل قد ضاقت بعد ست سنوات من انفرادها برعاية البنات ببخل مطلقها عليهن .. فتنازلت له عن حضانتهن وطلبت منه أن يتكفل بهن .. واضطر الرجل للعودة لمصر وإحضار بناته للإقامة مع زوجته الجديدة وطفلها الصغير .. أما الأم فقد تقدم
لها إنسان مناسب ووجدت من حقها بعد كل هذه السنوات أن تكون لها حياتها فتزوجت .

وبعد حوالى ثلاثة أشهر فقط من ضم الأب لبناته الثلاث اليه فوجئت فى أحد الأيام بهذا الزميل يتصل بى فى الساعة السادسة صباحا ليستنجد بى لأن طفلته التى تبلغ من العمر 7 سنوات فى حالة سيئة ولا يعرف ماذا يفعل , وبالرغم من استجابتى الفورية للذهاب اليه فلقد تعجبت لماذا لم يستنجد بزملائه المقيمين الى جواره مباشرة بدلا من ضياع الوقت الذى يستغرقه حضورى من سكنى على بعد 15 كيلومترا ولكنى كتمت تساؤلى وتوجهت اليه وفى البيت استقبلني هذا الزميل وزوجته فى وجوم .. ولا أغالى إذا قلت أيضا وفى برود .. وقادنى الى طفلته .. فلم أكد ألقى عليها النظرة الأولى حتى أدركت على الفور أنها فى رحاب الله . وطلبت منه التوجه معى الى الشرطة لإبلاغها بالامر .. لكنه طلب أن نتوجه بها للمستشفى أولا عسى أن يكون هناك أمل فى إسعافها . واستجبت لرغبته وحملنا الطفلة الى المستشفى فلم يكد يراها الطبيب حتى تساءل باستنكار عما دعا الأب لأن يتأخر فى إحضارها الى هذا الحد .. وسأله عما حدث .. فروى الرجل أن طفلته قد سقطت من فوق السلم المتحرك فى أحدى الأسواق التجارية الكبرى فى مساء اليوم السابق


.

وأنها بكت بعض الوقت ثم لم تشك شيئا بعد ذلك فرجعوا بها الى البيت قرب منتصف الليل واستسلمت للنوم فى هدوء , وفى الثالثة صباحا استيقظ من نومه ودخل غرفتها فوجدها بين الحياة والموت ولم يقتنع الطبيب بالقصة التى سمعها من الأب .. وتعجب لماذا انتظر من الثالثة حتى السادسة صباحا لكى يتصل بأحد زملائه ويطلب عونه بدلا من أن يهرول بها على الفور الى أقرب مستشفى وتم إبلاغ الشرطة . وانخرط الأب فى البكاء والعويل .. وانتهى الأمر بحفظ التحقيق وتشييع الطفلة الى مثواها الأخير .

 
وترواحت مشاعرى أنا بين الشك فى هذا الاب .. وبين الرثاء له .. ثم شغلتنى هموم الحياة عن القصة كلها .. فإذا بتطور جديد يطرأ عليها , ذلك ان إدارة المدرسة التى تدرس بها الابنة الكبرى لاحظت مجيئها اليها أكثر من مرة وفى وجهها آثار كدمات وبقع زرقاء , فبدأت تسألها عن هذه الآثار وبعد شئ من الضغط عليها إذا بل لابنة التى تدرس بالصف الأول الثانوى تنفجر وتروى لإدارة المدرسة أن أباها يضربها كثيرا وبوحشية هى وأختها بتحريض من زوجته .. وأن أختها الصغرى التى ووريت الثرى منذ بضعة شهور لم تسقط من فوق السلم المتحرك كما زعم أبوها فى روايته . وروت التفاصيل المؤلمة فقالت إن أباها قد ضرب طفلته الصغيرة بقسوة شديدة عقابا لها على خطأ فادح أرتكبته .





. وان الطفلة كانت تجرى منه فى الغرف خلال ضربه لها فاستثار ذلك حمقه وغيظه فأمسك بها ورفعها الى فوق مستوى رأسه ثم ألقاها على الأرض بقسوة .. وسقطت الطفلة تولول ثم نهضت لتجرى فلم يكتف بذلك وإنما عاد للإمساك بها من جديد وهى تصرخ و تولول وتستعطف أباها وترجوه وتقسم له قائلة (( حرمت يا بابا والله حرمت يا بابا )) فلم يعفها ذلك من وحشيته ورفعها الى ما فوق رأسه ثانية وألقاها على الأرض بنفس القوة , فازدادات صراخا وبكاء 



واستعطافا .. فلم يرق لها قلبه وأمسك بها للمرة الثالثة وألقاها على الأرض من نفس الارتفاع فلم تنهض الطفلة من الأرض هذه المرة وإنما راحت فى إغماءة أو غيبوبة .. وحل الصمت الكئيب المكان .. والأختان تشهدان هذا الموقف الرهيب خائفتين باكيتين صامتتين عاجزتين عن كل شئ .. فيحمل الرجل وزوجته الطفلة ويلقيان بها فى البانيو ويفتحان عليها المياه لكى تفيق من إغماءتها فلا تفيق , فيحملانها الى الفراش ويدعانها فيه تتشنج من حين لآخر وتقاوم المصير المحتوم الى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة شاكية الى ربها ما لقيته من ظلم , والأعجب من ذلك أن الأب تركها تقاوم مصيرها من السابعة مساء حتى أذن الله لروحها الطاهرة بأن تهدأ الى جواره فى حوالى الساعة الثالثة صباحا 



, وهنا فقط أدرك خطورة الموقف وخشى أن يستنجد بزملائه فى العمل المقيمين الى جواره لإطلاعهم بحكم الجوار على سوء معاملته لبناته وضربه لهن خاصة للطفلة الصغرى بسبب مشاكساتها المستمرة مع أخيها الأصغر فأراد أن يستشهد على أمره زميلا آخر لا يعرف من سيرته الكثير .. فكنت لسوء الحظ هذا الزميل , أما (( الخطأ الفادح )) الذى ارتكبته هذه الطفلة المسكينة ولقيت عليه هذا العقاب الوحشى فهو أنها قد تجرأت ودخلت الحمام لتقضى حاجتها فى غير الموعد المحدد لها من زوجة الأب وبذلك فقد خرقت النظام الموضوع للبيت واستحقت العقاب . ولان الله سبحانه تعالى قد يمهل لكنه أبدا لا يهمل فقد أخذت الأمور بعد ذلك مجراها العادل .. وأيدت الابنة الأخرى ماقالته أختها وتم القبض على الزميل والتحقيق معه واعترفت زوجته عليه وثبتت التهمة عليهما معا وأودعا السجن منذ أسابيع وبقيت الفتاتان بلا عائل أو مأوى لبعض الوقت حتى تمت إعادتهما للقاهرة .

ولكاتب هذه الرسالة أقول :





يا إلهى .. لكم تقسو الحياة أحيانا على بعض النفوس البريئة !
أتوءد طفلة صغيرة فى السابعة من عمرها لأنها خالفت نظام البيت ودخلت الحمام فى غير الوقت المخصص لها لقضاء حاجة ألحت عليها ولا تعرف بالأنظمة أو المواعيد ! من أى حجر أصم قُدٌ قلب هذا (( الأب )) الوحشى فلم يرق لهذه الطفلة الضعيفة وهى تستعطفه وترجوه وتقسم له صادقة أنها لن ترجع أبدا الى ارتكاب مثل هذا الخطأ الفادح !

وأين كانت أبوته ورحمته وإنسانيته وهو يرفع طفلته الصغيرة الى ما فوق مستوى رأسه ويلقى بها على الارض بقوة .. فإذا نهضت باكية وجرت محاولة النجاة من مخالبه , طاردها بإصرار كما يطارد الصائد فريسته ورفعها من جديد وقذفها الى الارض من عل مرة ثانية وثالثة بين عويل الطفلة الضحية .. ونحيب الفتاتين الخائفتين الى جواره ؟

وبماذا شعر هو بعد أن حقق هذا ((الانتصار )) العظيم على هذه الطفلة الضعيفة ونجح فى أقنتاصها .. ومنعها من الفرار .. وتنفيذ حكمه الجائر فيها ؟ وماذا سيقول حين يقف أمام رب العرش يوم العرض العظيم


(( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت )) .
 وأى عقاب يمكن أن يشفى قلب من وجده على مثل هذا الأب القاتل ؟ وأى مفارقة تستحق التأمل حين تسخو الأقدار على بعض الآباء بنعمة الأبناء فلا يحفظونها ولا يعرفون لها قدرها ويحيلون حياة أبنائهم الى جحيم كما فعل مثل هذا الأب الذى لا يستحق لقب الأبوة .. فى الوقت الذى يتلهف فيه غيرهم من البشر المحرومين على من يرجون أن يفيضوا عليهم برحمتهم وحنانهم ورعايتهم الى آخر العمر .
لقد أحسنت سلطات تلك الدولة العربية صنعا حين سجنت مع هذا الأب القاتل .. زوجته وحاسبتها معه على جريمة وأد هذه الطفلة الصغيرة , فلقد قتلتها معه بغير أن تمد اليها يدا .. بالتحريض عليها ومباركة ما يفعله بها .. وتقاعسها عن إنقاذها من بين يديه وهو فى عنفوان حمقه وثورته واستسلامه لشياطينه ونزعاته العدوانية ضدها وبذلك فإنها تكون قد تآمرت بالفعل مع زوجها على قتل هذه الطفلة حتى ولو لم تمسها بيدها .. ليس فقط بتحريضه على إيذائها وإنما أيضا بالصمت على
ما فعله بها
والنكوص عن رده عما يفعله , ولقد كان فى مقدورها لو أرادت أن توقفه فى الوقت الملائم قبل أن يفلت الزمام من يده .

لقد قال أحد الحكماء أن مؤامرة الصمت هى أسوأ أنواع المؤامرات لأنها تعنى إعانة الظالم على ظلمه بالصمت على ما يفعله ..وتعنى فى الوقت نفسه محاولة التنصل من المسئولية . المشاركة فى الجريمة وادعاء عدم المساهمة فيها . فى حين أن الصمت عن الخطأ قد يعادل فى بعض الأحيان المشاركة فى ارتكابه .
ولاشك فى أن هذه المرآة لم تكن خير صاحب لزوجها وإلا كانت قد أنقذته هو أولا من نفسه وأنقذت هذه الطفلة البريئة ثانيا من هذا المصير المؤلم .

وفى الحديث الشريف أن (( خير الأصحاب من إذا ذكرت الله عنده أعانك وإذا نسيت الله ذكرك , وشر الأصحاب من إذا ذكرت الله عنده لم يعنك وإذا نسيت الله لم يذكرك )) و هذه المرآة لم تذكر زوجها بربه حين نسيه .. وشاركته محاولته لإخفاء آثار الجريمة بعد ارتكابها .. وواصلت تحريضها له على ابنتيه , فكان فى ذلك مقتلها هى وزوجها حين أنكشف الأمر الذى جاهدا لإخفائه بافتضاح آثر تعذيبه لابنته الكبرى , وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .. ولا عجب بعد ذلك فى أن تعترف على زوجها وتثبت عليه جريمته ولا غرابة فى أن تحاول النجاة بنفسها على حساب رفيقها لأن من كانت هذه هى أخلاقياتها وعصفها بمن وضعتهن الأقدار تحت رحمتها لا يستغرب منها أن تخذل زوجها فى الموقف العصيب وتتخلى عنه .

عفوا لشرودى بعيدا عن مطلبك الأساسي من هذه الرسالة وأرجو أن أطمئنك الى أن (( بريد الأهرام )) سوف يتولى بإذن الله أمر هاتين الفتاتين الحائرتين ويفتح لهما قلبه وذراعيه الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا .. وشكراً لاهتمامك بأمرهما وسعيك لإنقاذهما والسلام .


 
رد مع اقتباس

الجمعة، يونيو 25

سنوات الانتظار





سنوات الانتظار

أنا سيدة شابة عمري 30 سنة جميلة وناجحة في عملي كمديرة في أحد البنوك الشهيرة، ومستواي المادي والاجتماعي والثقافي مرتفع، وحاصلة على درجة الماجستير من احدى الجامعات بالخارج، ومتدينة والحمد الله، ومتواضعة واتقي الله في تعاملي مع الناس ايا كان مستواهم، وأبي وامي طبيبان يتمتعان بالسمعة الطيبة والمركز المرموق، وعلى الرغم من نجاحي في العمل فأنا والحمد لله أعي جيدا ان 


المرأة مهما وصلت لأقصى درجات النجاح فإنه لن تكون لها قيمة حقيقية دون حياة عائلية ناجحة ومحترمة، ومع ذلك فإني للأسف الشديد مطلقة. وزواجي لم يستمر اكثر من عامين ولم نرزق خلالهما بابناء، ولم يكن طلاقي لأسباب تافهة كما قد يحدث هذه الايام، اذ انني بحكم تديني اعرف جيدا حقوق الزوج وواجبات الزوجة تجاه زوجها من قراءاتي العديدة للكتب الدينية، 



ومع ذلك فقد تم طلاقي على الرغم من محاولاتي المتعددة للحفاظ على البيت بسبب ادمان زوجي السابق للنساء ومغامراته مع عدد لا بأس به من بنات الهوى، فضلا عن ضربه المستمر لي بسبب الشك الذي لا أساس له نتيجة لأفعاله، وهذا اقل بلاء من الله له ولأمثاله من غير الأسوياء من البشر.


 
ومنذ عامين ونصف العام تعرفت - وبدون أية ترتيبات مسبقة - على مهندس حاصل على الدكتوراه يبلغ من العمر 35 عاما، والده مهندس شهير ووالدته مثال للأم الرائعة، وقد بذلا اقصى جهدهما لتربيته افضل تربية حتى أصبح يتميز بشخصية سوية لم أكن اتوقع وجودها على وجه الأرض، ولربما تظن انني اقول ذلك لأنني احبه ولكن هذه هي الحقيقة، لقد توافقنا نفسيا وعقلانيا واجتماعيا الى درجة لم أكن، اتخيلها.



والمشكلة تكمن في انني مطلقة وهو لم يتزوج من قبل، وهو يحاول منذ نحو عامين ان يقنع والديه بي دون فائدة، فهما مقتنعان تمام الاقتناع ان أي مطلقة لابد ان تكون هي المخطئة وأن طلاقي سوف يؤثر عليه نفسيا فيما بعد، ولقد ناقشنا معا التأثير النفسي عليه ودرسناه جيدا قبل ان يعرض الزواج عليّ، وقال لي إنه لم يفعل ذلك الا بعد ان تأكد من انه قد تخطى معي جميع المؤثرات النفسية المحتملة لزواجه من مطلقة.
وهو كغيره من الأبناء البارين بذويهم لن يقبل - كما لن اقبل أنا ايضا- الاقدام على شيء دون الموافقة التامة ومباركة الزواج من والديه وأهلي. لكن الاصرار على الرفض يزيد يوما بعد يوم؟.. ومازلنا ننتظر رضاء الأهل وقبولهم منذ عامين فإلى متى يطول الانتظار؟ والآن اسمح لي ان اطرح عليك وعلى قرائك الأعزاء بعض الاسئلة:




1- هل نقبل بان يتزوج كل منا بشخص آخر بلا أي تفاهم أو مشاعر أو بلا حياة، كما هو حال كثير من زيجات اليوم؟
هل لأنني مطلقة لا يكون لي الحق في الإحساس بالحب؟ وهل من الطبيعي لو أحسست به ان انكره لمجرد انني مطلقة؟
وهل سيكون هذا قرارهم لو كانت ابنتهم في مكاني؟
هل تتساوى من طلقت لأسباب جوهرية كمن طلقت لأسباب واهية؟


 
لقد فرض المجتمع للأسف صورة سيئة للمرأة المطلقة، ناسيا أو متناسيا انها قد تكون اخته أو والدته أو ابنته وتصور انها تمثل دائما محور الشر ومثال الانحراف الاخلاقي اعتقادا بان السيدة المطلقة سهلة المنال وتتسم بأسوأ الصفات والطباع.
وكل ما اطلبه هو الا يحرم البشر ما أحله الله ورسوله، وأن ينظروا الى الموضوع نظرة اكثر حكمة وموضوعية.


 ولكاتبة هذه الرسالة أقول:


فشل الانسان في حياة زوجية سابقة ليس وصمة عار يدفع بها ويحاسب عليها... أو تخصم من جدارته وأحقيته في السعادة والأمان.
والمنصفون من البشر لايحرمون ما أحله الله لمثل هذه الاعتبارات والاعتقادات الخاطئة.. وانما يحكمون على الاشخاص بسجلهم الاخلاقي مع الحياة والتزامهم بمبادئهم وقيمهم الدينية وباعتبارات الكفاءة وحسن العشرة وطيب السمعة.
ولقد تزوج الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ومعظم الصحابة الاكرمين بمطلقات وأرامل.. ولم يتوقفوا امام مثل هذه الاعتبارات.. ولم يقل قائلهم ان المطلقة ليست أهلا للوفاء والحفاوة والاحترام.



غير ان الآباء والأمهات يطلبون دائما لابنائهم مايعتقدون انه الافضل والأرفع لهم.. ولا لوم عليهم في ذلك، لكنه اذا انعقدت ارادة الابناء الراشدين على ان يختاروا لأنفسهم مايرون فيه سعادتهم، فليس للآباء والأمهات عليهم الا حق النصيحة.. والرحمة تطالبهم بألا يحجبوا عنهم موافقتهم على اختياراتهم في الحياة اذا لمسوا اصرارهم عليها واستمساكهم بها الى مالانهاية، ومن حق الابناء ان يتنازل الآباء والأمهات عن مواقفهم المتصلبة تجاههم، هم هؤلاء الذين يمنعهم برهم من الخروج على طاعتهم.. ولو تكبدوا عناء الصبر على مطالبهم الى ان يترفق بهم الأباء والأمهات ويأذنوا لهم بما ارادوا.

انتظروني مع مشكلة الخطأ الفادح الجمعة المقبلة ان شاء الله وانظروا كيف فعل الاب بأبنته الصغري التي لا تتعدي السبع سنوات كيف كانت قسوته عليها 
مع تحيات بريد الجمعة للكاتب الراحل عبدالوهاب مطاوع 
تنقله لكم ذكري رحيل قلم

الجمعة، يونيو 4

شيء من الامل


نشرت هذة الرسالة من قبل في يوم الجمعة الموافق 21 سبتمبر  2001

================================================================


انا سيده في منتصف العشرينيات من عمري‏,‏ اقيم مع اسرتي الصغيره في كندا واعمل بها‏,‏ وقد قرات مشكله السيده المحرومه من الانجاب وترغب في رعايه طفل وليد‏,‏ لكي ينشا بين احضانها مع زوجها وتتحسب للمشاكل التي قد تنجم عن مخالطته لها حين يصل الي سن البلوغ‏,‏ ويصبح اجنبيا عنها‏,‏ لا ينبغي له ان يطلع منها الا علي ما يراه منها الاجنبي الذي ليس من محارمها‏,‏


 فتذكرت حديثا جري بيني وبين سيده كنديه متخصصه في رضاعه الاطفال ابلغتني خلاله عن وجود مضخه تستطيع الام ان تستعملها لتوفير اللبن الطبيعي للطفل الرضيع‏,‏ وقالت لي ان بعض الامهات بالتبني يستعملن هذه المضخه لعده اسابيع بصوره منتظمه‏,‏ مما يودي الي افراز هرمونات الجسم التي تدر اللبن الطبيعي من صدورهن‏,‏ حتي ولو كن لم يحملن ولم ينجبن‏,‏ وانها تعرف عددا من الامهات بالتبني ارضعن اطفالهن رضاعه طبيعيه باستخدام هذه المضخه بلا حمل ولا انجاب‏,‏ فتبادر الي ذهني ان هذه المضخه يمكن ان تكون حلا لمشكله تلك الام القارئه‏,‏ اذ تستطيع بها ارضاعه طبيعيا فيصبح ابنا لها بالرضاعه‏,‏ وتمارس معه واحده من اجمل مهام الامومه وهي ارضاعه من صدرها‏,‏ ويودي ذلك بالضروره الي تعميق الرابطه بينها وبين رضيعها حتي ولو كانت لم تنجبه من صلبها‏.‏



وبالرغم من انني لا اري في ذلك شيئا يخالف احكام الاسلام فانني اكره الافتاء بغير علم واترك ذلك للمتخصصين‏.‏


فاذا وجد هذا الحل قبولا لدي الاخت القارئه فاني علي استعداد لمساعدتها في الحصول علي هذا الجهاز وشحنه الي مصر‏,‏ وهو في حدود‏300‏ دولار كندي‏,‏ وتعريفها بالارشادات اللازمه لاستعماله‏,‏ كما استطيع ايضا ان ابعث اليها بالعنوان الاليكتروني لتلك السيده المتخصصه لكي تستعلم منها عن اي تفاصيل‏,‏ مع العلم بان هذا الجهاز غير مولم لمن تستعمله وانما يتطلب فقط الوقت والرغبه‏..‏ وشكرا‏..‏

**********************************************


ولكاتبه هذه الرساله اقول‏:‏
  7777777777777777777777777




اذا اثبتت التجربه العمليه فائده هذا الجهاز حقا في استدرار اللبن الطبيعي ممن لم تحمل ولم تنجب من قبل‏,‏ فلسوف يكون فتحا في عالم الرضاعه الطبيعيه للامهات البديلات‏,‏ ولسوف يزيل الحرج عمن يتحسبن من رعايه طفل وليد خوفا من المشاكل التي تترتب علي ذلك فيما بعد‏,‏ غير انني لا اريد ان اسبق الاحداث‏..‏ ولا ان افتي ايضا في مساله التحليل والتحريم‏..‏ لكنني ادعو فقط لدراسه هذا الجهاز الجديد‏,‏ والافتاء بمدي حله او حرمته‏,‏ مذكرا الجميع بالقاعده الشرعيه التي تقول انه يحرم بالرضاعه مايحرم بالنسب‏.‏


بمعني ان كل مايترتب علي النسب من محرمات ومحارم يترتب ايضا بالرضاعه‏.‏



واناشد اهل الفتيا اعلان راي الدين الحنيف بعد دراسته‏,‏ ولسوف يقدم بريد الجمعه عنوان هذه القارئه المصريه الكريمه لكل من يطلبه‏,‏ لاستيفاء المعلومات والبيانات عنه‏,‏ وشكرا لهم مقدما علي ما سوف يسهمون به من فضل مشكور في حل مشكله السيدات المحرومات من الانجاب ويرغبن في رعايه اطفال محرومين‏.‏


وشكرا لك انت ياسيدتي علي اهتمامك بمساعده القارئه ومثيلاتها من المحرومات من امل الانجاب‏..‏ وشكرا لكل من يسعي لتخفيف الام البشر في كل مكان‏.‏


الجمعة، مايو 7

المواصفات‏!‏





ارجو نشر مشكلتي هذه في باب بريد الجمعه‏..‏ فانا طالبه جامعيه عمري‏27‏ سنه‏,‏ جميله جدا ومتدينه‏,‏ وطيبه الي اقصي حد‏,‏ ولا احب الكذب واحب الصراحه‏.‏

ومشكلتي هي انني اريد زوجا بمواصفات محدده‏,‏ واتمني ان اجده مع العلم بانني لم يسبق لي الارتباط ابدا واكثر شيء يورقني هو احساسي بالوحده‏,‏ فانا اريد ان يكون زوجي علي خلق ووسيماودخله جيدا‏,‏ ويقبل ان تكون العصمه في يدي ويكون حنونا ويقوم بشراء شقه تمليك لي بالقاهره ويكتب باسمي الاثاث والشقه ايضا‏,‏ وان يتراوح عمره بين‏27‏ و‏48‏ سنه‏,‏ وان يحبني جدا ويعاملني برقه‏,‏ وان يكون صادقا ولا يكذب‏,‏ لان الكذب هو اكثر شيء يضايقني في هذه الدنيا‏,‏ وان يحافظ علي الصلاه في اوقاتها بقدر المستطاع‏,‏ وان اكون كل شيء في حياته‏,‏ وافضل ان يكون حاصلا علي جنسيه اجنبيه اخري‏,‏ ولكن هذا الشرط ليس مهما بالنسبه لي فقط‏,‏ وانما افضله فقط مع العلم باني من عائله محترمه جدا‏..‏ انني اعلم ان شروطي قد تكون صعبه‏,‏ ولكنها ليست مستحيله ولست ادري لماذ اشعر دائما بعدم الامان ؟ وابحث دائما عمن يحقق لي الامان النفسي اي السعاده‏,‏ والامان العاطفي وكذلك المادي‏,‏ بالرغم من ان اسرتي ميسوره الحال واننا اثرياء‏.‏




كما انني اسعي دائما واخطط لعمل مشروعات خيريه في المستقبل من اجل مساعده الناس جميعا‏,‏ واتمني ان تكون لدي زوج المستقبل ان شاء الله نفس الرغبه في عمل الخير لوجه الله‏.‏

امنيتي كانت دائما ان اقيم في استراليا واحصل علي الجنسيه الاستراليه‏,‏ واتمني ان احقق هذه الامنيه‏..‏ فالله قادر علي كل شيء‏.‏ مع العلم بانني اريد مواصله دراستي لمده سنتين حتي احصل علي البكالوريوس‏,‏ ولكن وانا متزوجه فانا انسانه مثاليه واتميز بحسن الخلق وهذا من فضل ربي علي‏.‏



ولكاتبه هذه الرساله اقول‏:‏



نشرت رسالتك هذه لكي نطلع معا علي طريقه تفكير بعض الفتيات في حياتهن ونظرتهن للمستقبل والزواج‏..‏ ونتاملها‏..‏




فالحق ان في رسالتك هذه اكثر من شيء مفزع اوله انك تصغين شروطا ماديه مغالي فيها بقبولك بزوج المستقبل كان يشتري لك شقه مناسبه‏,‏ وبدلا من ان يسجلها باسمه وقد دفع ثمنها من كده او كد اسرته فان عليه ان يقدمها لك علي طبق من فضه ويسجلها باسمك انت‏,‏ ثم يشتري اثاث الزوجيه كاملا دون ان تسهم معه اسرتك التي تقولين عنها وعنك انكم من الاثرياء في شيء منه‏,‏ ثم يقوم راضيا مرضيا بتسجيل الاثاث باسمك‏,‏ وليس ذلك فقط وانما عليه ايضا وبعد تقديم الشبكه والهدايا‏,‏ وربما المهر زياده في الفضل ان يوافق علي ان تكون العصمه بيدك‏,‏ ويعاملك برقه ويحبك بجنون وتصبحي كل شيء في حياته‏,‏ ولا باس بعد ذلك لو كان من مزدوجي الجنسيه وحاملا لجنسيه اخري عسي ان يسهم ذلك في تيسير الهجره لك حين ترغبين فيها‏..‏



ومقابل هذه المغالاه في الشروط التي تعكس اعتدادا عجيبا بالنفس وتفكيرا بعيدا عن النضج في امور الحياه والسعاده الزوجيه‏,‏ فانك تقدمين تنازلا كبيرا لايتناسب ابدا مع هذا الاعتزاز بالنفس ولا مع ثراء الاسره واحترامها وهوانك وانت الانسه التي لم يسبق لها الارتباط ابدا كما تقولين تقبلين باي زوج تتوافر فيه هذه المواصفات ابتداء من عمر‏27‏ سنه الي‏48‏ عاما‏,‏ اي انه لا مانع لديك من ان تقبلي في سبيل توافر هذه المواصفات الماديه في معظمها بمن يكبرك ب‏21‏ عاما‏,‏ وربما‏23‏ او‏25‏ عاما‏,‏ اذ لن ترفضي غالبا عرضا ملائما لك بسبب بضع سنوات اخري زياده في العمر‏.‏


فاذا اضفنا الي ذلك ان من يقترب الخمسين من عمره يكون غالبا قد سبق له الزواج والانجاب او يرغب في الزواج الثاني مع وجود الزوجه الاولي والابناء في حياته‏,‏ فان ذلك يفتح الباب لتساولات اخري مريبه لاتتناسب ايضا مع ما تعكسه شروطك من اعتزاز واستعلاء‏..‏ فما هذا التخبط يا ابنتي؟‏!‏ لقد شغلت في رسالتك بذكر ما تريدين من زوج المستقبل عن ان تذكري شيئا عما ستقدمينه انت له مقابل عطائه لك‏,‏ ولو كان مجرد الوعد بالسعاده والحب والاخلاص والعشره الطيبه‏,‏ والحياه ليست اخذا فقط دون عطاء‏,‏ ولن يجد الانسان من يعطيه بلا انتظار للمقابل منه سوي ابويه وتفكيرك في زوج المستقبل علي هذا النحو لايختلف كثيرا عن تفكير المعيل الذي اعتاد ان يعوله ابوه ويقدم له عطاءه دون مقابل‏.‏

وليس ذلك مما يرشحك للفهم الصحيح للحياه الزوجيه‏,‏ كما انه يضيق عليك فرص السعاده‏,‏ لان من يطلب الكثير لا يرضيه ما دونه‏..‏ ولو كان كثيرا في نظر الاخرين‏.‏


وكلما تواضعت مطالبنا من الحياه ازدادت فرصنا للسعاده والرضا عما حققناه لانفسنا من مطالبنا البسيطه‏.‏


ونصيحتي لك هي ان تعيدي النظر في الامر كله بواقعيه وتواضع يتفقان حقا مع التدين الحقيقي‏,‏ لكيلا تحكمي علي نفسك بالوحده والتعاسه‏..‏ او التعلق بالامال عسيره المنال‏.‏

الجمعة، أبريل 9

اصدقاء علي الورق

سطور توجت بريد الجمعة  اصدقاء تجمع شملهم  من البريد









قرات رساله الخوف من الماء للاب الحائر الذي ترفض ابنته الوحيده والمعيده باحدي الجامعات فكره الزواج‏,‏ من كثره ما قرات عن مشاكل الزواج في بريد الجمعه‏,‏ بل وتعتبر ان كل من يتقدم لها انما يحتاج فقط الي جاريه تعد له الطعام وتجهز له السكن وتربي له الاطفال‏,‏ والحقيقه ان ما دفعني للكتابه ليس الدفاع عن فكره الزواج في حد ذاتها‏,‏ ولكن توضيح بعض النقاط لهذه الابنه العزيزه التي ربما ساعدتها علي اتخاذ القرار الصحيح‏:‏




 يحرص بريد الجمعه علي عرض بعض المشكلات المنتقاه كل اسبوع لالقاء الضوء علي السلوك الانساني في مختلف الظروف‏,‏ وتاثير الدين والاخلاق والتربيه والبيئه وغيرها علي اصحاب المشاكل‏,‏ ثم للعبره واقتراح الحلول من الاستاذ المحرر بقدر المتاح له من المعلومات‏,‏ ومدي صدقها‏,‏ لاننا نقرا المشكله في معظم الاحيان من جانب واحد‏.‏


 ان ما تقراه الابنه العزيزه يماثل تماما ما نشاهده ونقراه كل يوم عن حوادث السيارات‏,‏ وما ينتج عنه من الاف الضحايا كل عام‏,‏ فهل امتنعت هذه الابنه العزيزه عن ركوب السيارات؟


 ان قضيه الزواج لها جانبان‏:‏ جانب قدري لا دخل لنا فيه‏,‏ والدليل علي ذلك ان رسول الله‏(‏ صلي اله عليه وسلم‏)‏ كافاه الله بالزواج من السيده خديجه‏(‏ رضي الله عنها‏)‏ وكانت من احب زوجاته الي قلبه‏,‏ وكافاها الله بالزواج من الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وارسل اليها جبريل‏(‏ عليه السلام‏)‏ ليبشرها ببيت في الجنه من قصب‏(‏ لولوه مجوفه‏)‏ لا نصب فيه ولا تعب‏,‏ وابتلي نبيين كريمين بزوجتيهما هما نوح ولوط‏(‏ عليهما السلام‏),‏ وهناك جانب اختياري‏,‏ علينا ان نعمل فيه العقل‏,‏ وان نحسن الاختيار‏,‏ وان يكون الدين والاخلاق والاصل الطيب اهم كثيرا من اشياء ماديه اخري‏.‏


 ان الزواج شركه انسانيه راس مالها الحب والتفاهم وتقوي الله وانكار الذات‏,‏ وربحها الذريه الصالحه‏,‏ التي نسعد بها‏,‏ وترد لنا الدين برا ورحمه‏,‏ وكذلك سعاده الموانسه والكفاح المشترك‏.‏


واخيرا‏,‏ اقول لابنتي اطال الله عمر والديك‏,‏ لكن الوحده في الحياه بلا ونيس او جليس بعد فقد الاحباب شئ صعب‏,‏ وسنه الحياه التواصل‏,‏ وليس هناك ما يسعد الوالدين قدر الاطمئنان علي ابنتهما في بيت سعيد‏,‏ وبين ايد امينه‏.‏





واخيرا اتمني لهذه الابنه العزيزه الزوج الصالح‏,‏ الذي يكون اهلا لها‏,‏ وتكون اهلا له‏,‏ وان تدعونا في القريب العاجل الي حفل زفافها لارسل لها برقيه تهنئه من الصعيد السعيد‏.‏





 

الجمعة، مارس 26

الخوف من الماء




اكتب اليك بعد ان ترددت كثيرا‏,‏ ولكن الله وحده يعلم لماذا امسكت بقلمي في تلك الليله لاكتب اليك عن المعاناه التي اعانيها‏,‏ فانا رجل ابلغ من العمر‏55‏ عاما‏,‏ اعمل بمركز مرموق باحدي الجامعات المصريه ولي ابنه وحيده لم اخرج من الدنيا الا بها‏,‏ فهي كل شئ في حياتي ومنذ نعومه اظافرها حرصت انا وزوجتي علي اخراجها للحياه انسانه متعلمه مثقفه علي درايه كامله بكل جوانب الحياه‏..‏ سلبياتها قبل ايجابياتها وكانت نعم الفتاه وبدات تشب بين يدينا انا وامها فتاه جميله وهبها الله من فضله حسنا وجمالا ورقه وثقافه وتفوقا ونبوغا وذكاء‏,‏ ولا تتعجب عندما اذكر لك كل ذلك فانها الحقيقه‏,‏ وقد بدات تنفوق في دراستها يوما بعد يوم الي ان التحقت بالجامعه وصارت من اوائل دفعتها‏,‏ الي ان تم تعيينها معيده بكليتها ولا استطيع ان اصف لك سعادتي انا ووالدتها بها لما حققته لنا من فرحه بتفوقها ونبوغها وبراعتها في دراستها‏.‏


اما المشكله التي اكتب اليك عنها فهي انها في بابك الاسبوعي‏(‏ بريد الجمعه‏)‏ من عشاق هذا الباب وتنتظر الاسبوع تلو الاخر لتشارك قراءك الفكر والراي والاستطلاع علي مشاكلهم والمحاوله في حل بعضها والموسف والمولم انها بالرغم من تفوقها وذكائها ونبوغها قد اصبحت انسانه معقده تكره الرجال بكل صنوفهم واشكالهم وما ان تتحدث معها عن موضوع الزواج الا وتثور علينا ثوره عارمه وكانها تقذفنا بطلقات من الرصاص وتشكو لنا خيانه الرجال التي ليس لها اول من اخر‏,‏ دائما تستشهد ببابك الاسبوعي وتقول الم تقراوا في بريد الجمعه عن فلان وماذا فعل بزوجته التي سارت معه مشوار الحياه بصعوباتها‏,‏ وعندما بدا يشم نفسه تمرد عليها وتركها ليتزوج من اخري‏.‏


وتبدا تقص علينا كل ما تقراه في بابك ففعلت معها كل ما بوسعها لاغير تفكيرها وهي تابي النصح والارشاد ولا تصدق الا ان الرجال خائنون‏,‏ وعندما تحاول والدتها بان تقول لها انظري لابيك وتمني لنفسك رجلا مثله تقول انه عمله نادره لا يوجد مثلها في هذا الزمن الصعب‏,‏ وكلما تقدم لها عريس تسخر منه وتتحدث اليه بطريقه مهينه تشعره بانه لم يات ليتزوج‏,‏ وانما جاء ليشتري جاريه تخدمه وتسهر علي راحته هو فقط وانه لا يحبها ولا جاء ليتزوجها‏,‏ لانه يحبها ولكنه جاء اليها لانها فقط جميله وذات قوام ممشوق وبالتالي فقد جاء ليشتري جسدا لا انسانه وكلكم هكذا‏!‏



ذلك ما تقوله ابنتي يا سيدي عن الرجال وخيانتهم ولا ادري ما السبب الحقيقي وراء ذلك وارجوك الا يتطرق ذهنك الي اي شئ مهين لكرامتها‏,‏ لانها بالفعل الانسانه الجميله المتدينه الحريصه علي ذكر الله وقراءه القران الكريم ولم تكن فتاه لاهيه او مستهتره في يوم من الايام فلا اقول انها خاضت تجربه مولمه مثلا سببت لها عقده نفسيه‏.‏

والسبب الذي اعتقده هو ما حفرته سنوات العمر في وجدانها من خلال متابعتها لبابك وقراءته واستحلفك بكل ما هو عزيز عندك ان تحاول معي ان توجه لها كلمه وتحثها علي طاعتنا في امر زواجها من اي انسان تري هي انه مناسب خاصه ان سنوات العمر تمضي ولن اعيش لها انا او والدتها الي ما نهايه فتجد نفسها في اخر الطريق وحيده شريده لا تجد من يعينها علي صعوبات الحياه‏.‏

فهل تكون لي ذلك المعين الذي يساعدني علي انتشال ابنتي من تلك المحنه‏..‏ وهل حقا هي مريضه نفسيا وبحاجه للعلاج النفسي‏,‏ وان كان الامر كذلك فكيف اقنعها انا او انت بالذهاب الي الطبيب الذي سيكون علي يديه الشفاء؟‏!‏





ولكاتب هذه الرساله اقول‏:‏




ليس هناك جنس خائن وجنس وفي‏,‏ وانما هناك اشخاص خائنون واشخاص اوفياء ونساء قاصرات الطرف مخلصات ونساء غير ذلك‏,‏ والاغلبيه العظمي دائما من كل جنس هم الاسوياء الاوفياء الذين يرعون حدود الله في حياتهم وينفرون من الغدر ويميلون للاستقرار والعيش في سلام‏.‏ ولو لم يكن الامر كذلك لتحولت الدنيا الي غابه تحيي ذكري سودوم وعامورا المدن الغابره التي خسف الله بها الارض لفحش اهلها واستباحتهم لكل الاثام والمعاصي‏.‏


والشر الظاهر لا ينبغي له ان يحجب عنا الخير الكامن ولا ان يهز ايماننا بخيريج الحياه وسلامه تيارها العام بالرغم مما يبدو لنا في بعض الاحيان مخالفا لذلك‏,‏ ذلك ان الشر مزعج بطبيعته وملفت للانتباه في حين يمضي الخير في هدوء لا يكاد يشعر به احد‏,‏ لانه لا يجتذب الانظار اليه وابنتك الذكيه الجميله ماكان لها ان تقع في خطا التعميم فتحكم علي جنس باكمله بالخيانه لمجرد بضع قصص قراتها هنا او هناك او سمعت بها‏,‏ فلقد فاتها انها انما تقرا في النهايه بابا مخصصا للمشكلات الانسانيه ولن تعرض فيه غالبا سوي هموم البشر واحزانهم وشكاواهم من الغدر والخيانه وغوائل الايام وتصاريف القدر‏,‏ ولا غرابه في ذلك لان المهموم قد يجد الدافع القوي للافضاء بهمومه للاخرين طلبا للمشاركه الوجدانيه او المشوره او حتي لمجرد التخفف من الالم المكتوم‏,‏ في حين قد لا يجد السعداء ما يدفعهم للكتابه عن تجاربهم السعيده في الحياه الا في حالات نادره‏.‏




فهل يعني ذلك ان كل البشر تعساء ومعذبون ويعانون جميعا من الفشل في الحياه الزوجيه والشقاء والغدر والخيانه؟


انها طبيعه الباب يا ابنتي هي التي تفرض ان تكون صور التعاسه فيه اكثر من صور السعاده‏..‏ وقصص الغدر والخيانه اكثر من قصص الوفاء والاخلاص‏,‏ ولا يعني ذلك ابدا ان نستخلص منها الاحكام العامه ندين بها البشر جميعا‏,‏ ناتي بعد ذلك الي قولها ان من جاء ليتزوجها انما جاء ليشتري جاريه وليس لانه يحبها وردي علي ذلك انه في الزمن الذي كان فيه الفيلسوف ارسطو يقول ان المراه رجل ناقص لم يتم صنعه وان الذكر خلق ليحكم‏,‏ والانثي خلقت لتكون محكومه‏,‏ ورساله الرجل ان يامر ورساله الزوجه ان تطيع‏,‏ في هذا الزمن نفسه‏,‏ قال حاكم اثينا تمستكليس الاغريقي لابنه الصغير‏:‏ انت يا ولدي اقوي رجل في بلاد الاغريق‏,‏ فساله‏:‏ لماذا ؟ فاجابه‏'‏ لاني احكم اثينا وامك تحكمني وانت تحكم امك اذن انت تحكم اثينا كلها‏!.‏





فاذا كان هذا هو الحال قبل الميلاد والمراه مهانه ومستضعفه في معظم انحاء العالم‏.‏


فكيف يكون الامر الان ؟‏!.‏






ان النفور من فكره الجاريه في علاقه الزواج تسيطر بالفعل علي اذهان قله من الفتيات وتدفعهن للتحفز ضد الرجل‏..‏ لكنها معركه وهميه‏..‏ وفكره خاطئه واحساس مغالي فيه بالذات قد لا يثمر الا الشقاء وافتعال المعارك والصراعات وتقليل فرص الساده والامان‏,‏ لان السعاده بين الزوجين مشتركه‏.‏ والحدود محفوظه‏..‏ والحقوق كامله لكل طرف‏.‏


اما قولها ان من جاء اليها انما جاء لجمالها وقوامها الممشوق وليس لانه يحبها وبالتالي فهو يشتري جسدا لا انسانه فردي عليه هو وكيف يتاح له ان يحبك ويثبت لك انه يرغبك لشخصيتك وروحك الطيبه ونفسك الجميله‏,‏ ولما تتح الفرصه له للاقتراب منك خلال فتره خطبه معقوله لكي تولد المشاعر بينكما ويحدث التراكم العاطفي الذي يدوم بين القلوب اكثر من اي شئ اخر‏.‏






ولماذا ننفر من حقائق الحياه المشروعه ونستنكرها‏,‏ والدافع الحسي وباعتراف اكبر علماء النفس المعاصرين في الغرب من اهم دوافع الزواج الي جانب الدافع العاطفي والرغبه في رفقه الحياه والانجاب وتكوين الاسره‏.‏




لقد كان الحكيم الفرنسي لاروشفكو يقول‏:‏


 انه خير لنا ان تظهر في ثوبنا الحقيقي من ان نزهو بثوب جميل مستعار‏.


‏ولان الامر كذلك فلابد ان تسلمي بان الدافع الحسي للزواج دافع مشروع ومفهوم ولا شئ فيه يدعو لانكاره او للتشكك في نيات صاحبه‏,‏ فمن يطلبه انما يطلب العفاف والحياه النظيفه المستقيمه والاشباع العاطفي والانساني وكل ذلك لا علاقه له بشراء اي شيء ولا ينقص من قدرك لان جمالك ليس في النهايه سوي عنصر الجذب المبدئي الذي يجتذب اليك طالب الزواج‏,‏ ولا يكفي وحده ابدا لان يجمع بين قلبين او يحقق لهما السعاده ونجاح الزواج واستقراره‏..‏ وانما يتحقق ذلك فقط بالرغبه المشتركه في السعاده والاستقرار والامان‏,‏ والمشاعر المتبادله‏,‏ والفهم المشترك والعشره الطيبه‏..‏ واتحاد الاهداف‏.‏



ليس هناك جنس خائن وجنس وفي‏,‏ وانما هناك اشخاص خائنون واشخاص اوفياء ونساء قاصرات الطرف مخلصات ونساء غير ذلك‏,‏ والاغلبيه العظمي دائما من كل جنس هم الاسوياء الاوفياء الذين يرعون حدود الله في حياتهم وينفرون من الغدر ويميلون للاستقرار والعيش في سلام‏.‏ ولو لم يكن الامر كذلك لتحولت الدنيا الي غابه تحيي ذكري سودوم وعامورا المدن الغابره التي خسف الله بها الارض لفحش اهلها واستباحتهم لكل الاثام والمعاصي‏.‏










والشر الظاهر لا ينبغي له ان يحجب عنا الخير الكامن ولا ان يهز ايماننا بخيريج الحياه وسلامه تيارها العام بالرغم مما يبدو لنا في بعض الاحيان مخالفا لذلك‏,‏ ذلك ان الشر مزعج بطبيعته وملفت للانتباه في حين يمضي الخير في هدوء لا يكاد يشعر به احد‏,‏ لانه لا يجتذب الانظار اليه وابنتك الذكيه الجميله ماكان لها ان تقع في خطا التعميم فتحكم علي جنس باكمله بالخيانه لمجرد بضع قصص قراتها هنا او هناك او سمعت بها‏,‏ فلقد فاتها انها انما تقرا في النهايه بابا مخصصا للمشكلات الانسانيه ولن تعرض فيه غالبا سوي هموم البشر واحزانهم وشكاواهم من الغدر والخيانه وغوائل الايام وتصاريف القدر‏,‏ ولا غرابه في ذلك لان المهموم قد يجد الدافع القوي للافضاء بهمومه للاخرين طلبا للمشاركه الوجدانيه او المشوره او حتي لمجرد التخفف من الالم المكتوم‏,‏ في حين قد لا يجد السعداء ما يدفعهم للكتابه عن تجاربهم السعيده في الحياه الا في حالات نادره‏.‏














فهل يعني ذلك ان كل البشر تعساء ومعذبون ويعانون جميعا من الفشل في الحياه الزوجيه والشقاء والغدر والخيانه؟










انها طبيعه الباب يا ابنتي هي التي تفرض ان تكون صور التعاسه فيه اكثر من صور السعاده‏..‏ وقصص الغدر والخيانه اكثر من قصص الوفاء والاخلاص‏,‏ ولا يعني ذلك ابدا ان نستخلص منها الاحكام العامه ندين بها البشر جميعا‏,‏ ناتي بعد ذلك الي قولها ان من جاء ليتزوجها انما جاء ليشتري جاريه وليس لانه يحبها وردي علي ذلك انه في الزمن الذي كان فيه الفيلسوف ارسطو يقول ان المراه رجل ناقص لم يتم صنعه وان الذكر خلق ليحكم‏,‏ والانثي خلقت لتكون محكومه‏,‏ ورساله الرجل ان يامر ورساله الزوجه ان تطيع‏,‏ في هذا الزمن نفسه‏,‏ قال حاكم اثينا تمستكليس الاغريقي لابنه الصغير‏:‏ انت يا ولدي اقوي رجل في بلاد الاغريق‏,‏ فساله‏:‏ لماذا ؟ فاجابه‏'‏ لاني احكم اثينا وامك تحكمني وانت تحكم امك اذن انت تحكم اثينا كلها‏!.‏








فاذا كان هذا هو الحال قبل الميلاد والمراه مهانه ومستضعفه في معظم انحاء العالم‏.‏

فكيف يكون الامر الان ؟‏!.‏


ان النفور من فكره الجاريه في علاقه الزواج تسيطر بالفعل علي اذهان قله من الفتيات وتدفعهن للتحفز ضد الرجل‏..‏ لكنها معركه وهميه‏..‏ وفكره خاطئه واحساس مغالي فيه بالذات قد لا يثمر الا الشقاء وافتعال المعارك والصراعات وتقليل فرص الساده والامان‏,‏ لان السعاده بين الزوجين مشتركه‏.‏ والحدود محفوظه‏..‏ والحقوق كامله لكل طرف‏.‏


اما قولها ان من جاء اليها انما جاء لجمالها وقوامها الممشوق وليس لانه يحبها وبالتالي فهو يشتري جسدا لا انسانه فردي عليه هو وكيف يتاح له ان يحبك ويثبت لك انه يرغبك لشخصيتك وروحك الطيبه ونفسك الجميله‏,‏ ولما تتح الفرصه له للاقتراب منك خلال فتره خطبه معقوله لكي تولد المشاعر بينكما ويحدث التراكم العاطفي الذي يدوم بين القلوب اكثر من اي شئ اخر‏.‏














ولماذا ننفر من حقائق الحياه المشروعه ونستنكرها‏,‏ والدافع الحسي وباعتراف اكبر علماء النفس المعاصرين في الغرب من اهم دوافع الزواج الي جانب الدافع العاطفي والرغبه في رفقه الحياه والانجاب وتكوين الاسره‏.‏




لقد كان الحكيم الفرنسي لاروشفكو يقول‏:‏ انه خير لنا ان تظهر في ثوبنا الحقيقي من ان نزهو بثوب جميل مستعار‏.‏ولان الامر كذلك فلابد ان تسلمي بان الدافع الحسي للزواج دافع مشروع ومفهوم ولا شئ فيه يدعو لانكاره او للتشكك في نيات صاحبه‏,‏ فمن يطلبه انما يطلب العفاف والحياه النظيفه المستقيمه والاشباع العاطفي والانساني وكل ذلك لا علاقه له بشراء اي شيء ولا ينقص من قدرك لان جمالك ليس في النهايه سوي عنصر الجذب المبدئي الذي يجتذب اليك طالب الزواج‏,‏ ولا يكفي وحده ابدا لان يجمع بين قلبين او يحقق لهما السعاده ونجاح الزواج واستقراره‏..‏ وانما يتحقق ذلك فقط بالرغبه المشتركه في السعاده والاستقرار والامان‏,‏ والمشاعر المتبادله‏,‏ والفهم المشترك والعشره الطيبه‏..‏ واتحاد الاهداف‏.‏






وفي النهايه فاني اقول لكاتب هذه الرساله ان ابنته ليست مريضه نفسيا ولا هي في حاجه الي علاج نفسي وانما فقط الي تعديل بعض مفاهيمها الخاطئه من خلال الحوار والمناقشه والتفكير العقلاني الهادئ‏,‏ كما انها في حاجه ايضا الي التخلص من خوفها المرضي من النزول الي الماء خشيه الغرق‏,‏ لكيلا يحرمها هذا الخوف من خوض التجربه وممارسه السعاده‏..‏ وتحمل تبعات الاختيار‏,‏ فالخوف من الماء لا يسمح لاحد بتعلم السباحه‏.‏ وكذلك الخوف الشديد من التعاسه قد يضيع علي الانسان فرص السعاده المتاحه‏.‏




وفي النهايه فاني اقول لكاتب هذه الرساله ان ابنته ليست مريضه نفسيا ولا هي في حاجه الي علاج نفسي وانما فقط الي تعديل بعض مفاهيمها الخاطئه من خلال الحوار والمناقشه والتفكير العقلاني الهادئ‏,‏ كما انها في حاجه ايضا الي التخلص من خوفها المرضي من النزول الي الماء خشيه الغرق‏,‏ لكيلا يحرمها هذا الخوف من خوض التجربه وممارسه السعاده‏..‏ وتحمل تبعات الاختيار‏,‏ فالخوف من الماء لا يسمح لاحد بتعلم السباحه‏.‏ وكذلك الخوف الشديد من التعاسه قد يضيع علي الانسان فرص السعاده المتاحه‏.‏







الجمعة، مارس 12

الحيره القاتله‏!‏







انا سيده ابلغ من العمر‏50‏ عاما‏,‏ حاصله علي موهل عال‏,‏ متزوجه منذ حوالي‏27‏ عاما من زميل لي يكبرني بقليل ونشغل الان وظائف محترمه‏,‏ وقد مضت بنا رحله الحياه بحلوها ومرها وكنا متفاهمين الي حد ما‏,‏ ورزقنا الله بثلاث بنات قمنا بتربيتهن علي اكمل وجه والتحقن جميعا بكليات عمليه مرموقه وتخرجت الابنه الكبري من كليتها والتحقت بعمل وفي احدي المناسبات العائليه تعرفت ابنتي بشاب يكبرها بعشر سنوات علي خلق ومن اسره طيبه ومتدينه‏,‏ تخرج في احدي الكليات النظريه ويعمل بمرتب كبير في احدي وظائف القطاع الخاص ومستعد لجميع تكاليف الزواج من شبكه ومهر وشقه وخلافه


الا ان والدها رفض تزويجه من ابنته رفضا باتا بحجه ان فارق السن كبير وموهله من وجهه نظره اقل من موهلها وعمله بالقطاع الخاص غير مضمون الاستمرار فيه‏,‏ وحاولت اقناعه بشتي الطرق ووسطت كل من يمكن توسيطه من اهل واصدقاء لاقناعه بان مواصفات هذا الشاب معقوله وجيده وان ابنته متمسكه به لاقصي درجه ولكن دون جدوي‏,‏ وشن علي زوجي حربا شعواء لمجرد انني اقدم بعض المحاولات لاقناعه بالموافقه‏..‏ ويتصور انني اذا قلت لابنتي اصرفي نظرا عن هذا الموضوع فانها سوف ترضخ لكلامي ويعلم الله انني حاولت محاولات متسميته ان اثني ابنتي عن تمسكها بهذا الشاب وان تصرف نظرا عن هذا الموضوع ليس عن عدم اقتناع بالشاب ولكن تجنبا للمشاكل مع زوجي‏..‏ ورضوخا لارادته ولكن بلا جدوي‏.‏ لقد مر علي هذا الموضوع عام ونصف العام واسرتي مازالت تعيش في جو كئيب من النكد وابنتي ذبلت وتدهورت صحتها من كثره الحزن‏,‏ وكانها كبرت اكثر من عشر سنوات ومازالت تحاول هي وهذا الشاب اقناع والدها بشتي الطرق ووالدها يزداد عنادا ورفضا‏..




 فماذا افعل؟ انني امام خيارين كلاهما مر‏,‏ الخيار الاول هو ان اترك ابنتي تتزوج هذا الشاب دون اي سند منا‏,‏ وتغادر بيت والدها وتذهب لحال سبيلها‏,‏ فتكون عاقبه هذا الزواج معروفه ومنها الا تجد ابنتي من يساندها ويقف بجانبها ويحافظ علي حقوقها‏,‏ بالاضافه الي الشكل الاجتماعي امام الناس‏,‏ كما انها سوف تحرم والديها واخواتها‏,‏ وسوف نحرم نحن ايضا منها ومن الفرحه بها‏,‏ واما الخيار الثاني فهو ان اقوم باقناع احد اخوتي والضغط عليه لكي يقوم بتزويجها من هذا الشاب‏,‏ وفي هذه الحاله سوف يقوم زوجي تطليقي لانه سوف يعتبرني انا واخوتي قد تحدينا ارادته وساعدنا ابنته علي معصيته‏,‏

وفي هذه الحاله سوف تنهار اسرتي وطبعا مع ماسوف يترتب علي ذلك ايضا من متاعب عائليه وانسانيه خاصه ان لنا ابنتين اخريين عدا الابنه الكبري ويحتاجان لان يعيشا في اسره مستقره ومترابطه‏..‏ وانهيار حياتي الزوجيه سوف يوثر سلبا بالضروره علي زواجهما في المستقبل‏..‏ فماذا افعل ياسيدي‏,‏ انني ارجوك ان تكتب كلمه الي الاهل الذين يقفون ضد رغبه ابنائهم بلا مبرر من شرع او دين‏..‏ وخصوصا حين تكون اسبابهم لذلك واهيه‏..‏ وشكرا لك‏.‏

 
 
‏ ولكاتبه هذه الرساله اقول‏:‏  


الا يكفي عام ونصف العام لكي يتاكد زوجك من ان اختيار ابنته العاطفي هو اختيار نهائي وليس قابلا للمراجعه او التنازل


ان فارق الشهاده الذي يبرر به الاب معارضته لهذا الزواج فارق وهمي لا يتوقف امامه الكثيرون‏.‏ وعمل الفتي الذي اختارته الابنه وترغب في الارتباط به‏,‏ في القطاع الخاص‏,‏ ليس سببا مقنعا او كافيا لرفضه بحجه عدم ضمان الاستمرار فيه‏,‏ لان المستقبل بصفه عامه للعمل الخاص بعد تقلص دائره العمل الحكومي او العام‏.‏ واصرار زوجك علي رفض ارتباط ربنته بهذا الشاب لا عائد له في النهايه سوي دفعها دفعا حين تياس نهائيا من اي امل في تغير موقفه منها‏,‏ الي الخروج عن طاعته وزواجها وحيده من هذا الشاب مما سوف يصيب قلب هذا الاب نفسه في مقتل‏,‏ ويحرم الاسره كلها من بهجه زواج الابنه‏..‏ ويحرمها هي نفسها من بعض سعادتها بالزواج لافتقادها العون والسند لها عند زواجها‏..‏ واحساسها بشيء من الذنب تجاه ابيها بالرغم من لومها الموكد له‏.‏









لقد قيل لعمرو بن العاص‏:‏ ماالعقل ؟


فاجاب‏:‏ الاصابه بالظن‏..‏ ومعرفه ماسيكون بما قد كان‏,‏ ولان اقترابي من هموم الاخرين في بريد الجمعه قد اتاح لي فرص الاطلاع علي كثير مما قد كان في قصص مشابهه‏,‏ فاني اكاد اري في الافق ماسيكون في حياتكم العائليه ان لم يترفق زوجك بنفسه اولا ثم بابنته وزوجته واسرته كلها ثانيا فيراجع نفسه في موقفه المعارض لهذا الزواج‏.‏


واملي في حكمته الابويه ان يكون ممن يحسنون الاصابه بالظن‏,‏ فيسلم لابنته بحقها في اختيار شريك حياتها حتي ولو لم ينل هذا الاختيار رضاه الكامل‏.‏ وان يعينها علي البر به‏..‏ وعدم شق عصا الطاعه عليه‏,‏ ويحمي اسرته كلها من عواقب زواجها بمن اختارته علي غير ارادته‏..‏ او زواجها منه بمسانده احد اخوالها رغما عنه‏..,‏ اذ مااغني الاسره عما سوف يترتب علي هذا او ذاك من عناء وهموم ومتاعب‏.‏ والعاقل حقا هو من لا يدع زمام الامور يفلت من بين يديه‏,‏ فيهب راضيا مباركته لمثل هذا الزواج ويرجو لابنته السعاده مع شريكها‏..‏ ويامل في ان تكذب الايام كل هواجسه ومخاوفه منه‏.‏








رحلة النجاح