السبت، أبريل 17

اقتباس


لا تتخذ أي قرار مصيري في حياتك 
الا اذا درت حول التل دورة كاملة

وتفسير هذه العبارة هو أن كل مشكلة مصيرية تواجه الانسان انما تنتصب أمامه كالتل المرتفع ولن يتأتى له ان يتخذ بشأنها القرار الصحيح إذا اكتفى بتأمل جانب التل المطل عليه وحده وانما لابد من ان يدور حول هذا التل دورة كاملة لكي يرى كل جوانبه الأخرى ويوازن بينهما وتكتمل له كل معالم الصورة فيكون قراره أقرب للصواب منه لو كان قد اتخذه وهو لم ير من التل الا جانباً واحدا ناهيك عما تتيحه له هذه الدورة من مهلة كافية للتروي والتفكير الهادئ قبل اتخاذ أي قرار.
عبد الوهاب مطاوع
كتاب أقنعة الحب السبعة



 

الأحد، أبريل 4

من كتاب اقنعة الحب السبعة

 إنتهزوا فرصه الأيام فإنها لا تطول ولا تفسدوها عليكم وعلى شركاء الحياة ومن حولكم بالشقاق والجفاء والنزاع حول أتفه الأسباب واملأوا عيونكم من وجوه الأحباب والأعزاء فلعلكم لا ترونهم بعد حين وارتفعوا فوق الصغائر والدنايا والسفاسف لتجعلوا من رحلة العمر إبحارا سعيدا فى بحر السلام.فغدا سوف تصل السفينه إلى مرفئها الأخير ويفترق الركاب..

عبد الوهاب مطاوع

أقنعة الحب السبعة


السبت، أبريل 3

اقتباس

           🌹إن الحياة لا تتوقف أبداً🌹

  🌹و مياه النهر لا تكف عن الجريان .🌹

          🌹عبد الوهاب مطاوع🌹

         


🌹صديقي لا تأكل نفسك🌹

الأربعاء، يناير 24

ضد التيار

اكتب لك قصتي 
 فأنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري متوسطة الجمال وسمراء وخفيفة الظل، أقيم باحدى المدن الساحلية وحاصلة على شهادة جامعية ومن أسرة كبيرة جدا ولي شقيق واحد يصغرني - بدأت قصتي وأنا في السنة الثانية بكليتي حين تعرفت على شاب يسبقني في الدراسة بعام أحبني جدا وطلب الارتباط بي وفكرت في أمره ورأيته مناسبا لي من ناحية الأسرة والمستوى المادي.. فتقدم لأبي وأمي وخطبت له واستمرت الخطبة عامين اكتشفت خلالها أنه لا يستطيع تحمل أية مسؤولية وضعيف الشخصية أمام أبويه وكثير العلاقات مع فتيات آخريات، ففسخت الخطبة ثم قدمت لي الأسرة رجل أعمال عمره 40 عاما ومستواه المادي مغر جدا لأية فتاة، وعلى الرغم من عدم اقتناعي الكامل به فقد تأثرت برأي أهلي في سوء اختياري لنفسي ووافقت عليه وتزوجته خلال ثلاثة أشهر.. وكان لطيفا معي ومع أسرتي في البداية، لكنه بمرور الأيام تكشف لي بخله وكانت كل المشاكل التي بيننا بسبب البخل، ولم استطع العيش معه أكثر من ذلك فطلبت الطلاق منه وحصلت عليه بعد عام ونصف العام من الزواج، 




وحمدت الله على أنني لم أنجب منه أطفالا وبعد طلاقي اتسعت أوقات الفراغ أمامي فطلبت من أبي أن يبحث لي عن عمل ملائم من خلال علاقاته الاجتماعية واتصالاته، وبالفعل أوجد لي أبي عملا بأحد البنوك وذهبت الى العمل وأنا سعيدة بأنني سأثبت وجودي ولو لمرة واحدة في حياتي بعد ما مررت به من فشل، وأقبلت على عملي بنشاط وبعد 6 أشهر لاحظت اهتمام مدير البنك بي، وشككت في دوافع هذا الاهتمام لكني لم أصدقها، الى ان جاء اليّ الساعي الخاص به يستدعيني ذات يوم لمقابلة المدير في مكتبه فذهبت، وما أن دخلت عليه حتى قال لي باهتمام: اجلسي واستمعي جيدا لما سأقوله لك، أريد أن أتزوجك لأني أحبك منذ رأيتك لأول مرة





وذهلت لما سمعت وطلبت وقتا للتفكير، وانصرفت ولم أبح بكلمة لأحد مما سمعت ولم استشر أحدا ورحت أفكر في أمره بروية، إن مركزه الوظيفي كبير ومركزه المالي ممتاز، وهو رجل وسيم ومن أسرة كبيرة وهو موضع احترام الآخرين فماذا يعيبه بالنسبة لي، إذن؟ شيء واحد فقط هو أن عمره 60 عاما وأنا عمري 25 عاما وفارق السن بيننا 35 عاما، فماذا سيكون موقف أسرتي وماذا يقول عني الأهل؟ ولم أتوصل الى قرار بالرفض أو بالقبول لكن الأيام والاسابيع مضت فبدأت أشعر بأنني أحبه وأن قلبي ينبض لأول مرة ويختار فأبلغته بموافقتي، وشجعته على مقابلة أبي، فذهب إليه وطلب يدي فقوبل منه بالسخرية والضحك لأنه في نفس عمره، ولم يكتف أبي بذلك بل وطرده أمامي فخرج وهو في قمة اليأس، وفي اليوم التالي استدعاني الى مكتبه وسألني عن رأيي فأكدت له أنني لن أتخلى عنه، فلم ييأس وبعد شهر رجع الى زيارة والدي وطلبني منه مرة أخرى فرفض وطرده ثانية، وبعد هذه المقابلة قرر أبي منعي من العمل لكيلا يؤثر عليّ مديري خلال العمل، ومنعني من الخروج ومن الاتصال بصديقاتي وفرض علي الاتصالات الواردة لي رقابته فكان يرد على التليفون أولا ويتأكد من أن الطالب احدى صديقاتي قبل أن يعطيني السماعة لكن البنت حين تقع في الحب لا يحول بينها وبين ما تريد حائل فاتفقت مع صديقة لي على أن تذهب الى مكتب مدير البنك وتطلبني من عنده فسيرد عليها أبي ويعطيني السماعة فتعطيها هي له، وتحدثت إليه واتفقت معه على مقابلته كلما سنحت الفرصة، وقابلته أول مرة ولمدة ساعة فبكى وراح يقبل يدي ويطلب مني ألا أتركه أبدا لانه يحتاج اليّ بشدة، فمرضت من كثرة التفكير والسهر والاكتئاب، ولم استطع التحمل أكثر من ذلك فوافقت على الزواج منه سرا وتزوجنا زواجا شرعيا لدى المأذون، ولكن في السر
، وكتب لي الشقة باسمي وأودع لي بحسابي في البنك مبلغ 50 الف جنيه، ولم يعرف أحد بزواجي منه وكنا نتقابل سرا فتكون الساعة التي اقضيها معه هي أجمل ساعة في حياتي، فهو سخي في كل شيء، في الحنان والعطاء والحب والمال ويحبني بجنون ولم أشعر بفارق العمر هذا الذي تحدثوا عنه كثيرا، 




وبعد مرور ثلاثة أشهر على زواجنا عرفت أنني حامل، فواجهت أسرتي بالحقيقة، وثاروا عليّ ثورة هائلة وطردوني من البيت فذهبت للإقامة في بيت الزوجية وانقطعت كل صلة لي بأبي وأمي وأهلي، ومضت ستة شهور دون أن يتصلوا بي وجاءت ساعة الولادة وأنجبت طفلا وسميته على اسم أبي، وبعد خروجي من المستشفى حملت طفل وذهبت الى بيت أهلي لكي يروه ويصفحوا عني وعن زوجي، لكنهم لم يسمعوا مني كلمة واحدة وطرودني، وكلما اتصلت بهم أغلقوا سماعة التليفون في وجهي وحتى أخي منعوه عني، وأنا لا أريد سوى رضائهم عني وعن زوجي وابني، لاني وجدت السعادة بين يدي فاخترتها، وكان اختياري حسنا، وسؤال: لهم.. هو: لماذا يعتقدون ان الرجل - صغير السن المناسب لي سيكون كاملا في كل شيء وبه كل المواصفات الجيدة؟ ولماذا يعتقدون أن كبير السن يقترب من الموت بسرعة وصحته ضعيفة ولديه أمراض كثيرة؟
انني بعد التجارب التي عشتها أرجو كل أب وكل أم معالجة الأمور بالمناقشة المقنعة للابن أو البنت مع احترام رغبات الابناء وآرائهم، لأن الشكليات العائلية ليست كل شيء.
وأرجو منك أن تكتب لي رأيك بصراحة وأن تقول لي بوضوح: هل أخطأت فيما فعلت وهل فارق السن الكبير عيب أو حرام أو عدم تكافؤ؟! انني أتوسل إليك أن تطرح قصتي لكي يقرأها أبي وأمي وأخي والعائلة ويصفحوا عني لنرجع كما كنا أسرة سعيدة دون تفرقة وبغير خصام فأنا سعيددة في حياتي، وكل ما أطلبه من أهلي هو أن يرضوا عني لكي تكتمل بهم السعادة، لأني لا أنام وأبكي كثيرا بعد أن اشتدت عليّ وحشة الأهل.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

ترقبت طوال قراءتي لرسالتك أن تشيري الى حالة زوجك الاجتماعية حين تزوجت منه على غير إرادة الأهلي، فلم أجد اشارة واحدة إليها وتجاهلك لهذا الجانب الجوهري من شخصية الرجل الذي ارتبطت به، وخرجت على طاعة أهلك من أجله، يرجح لدي الظن أنه لم يكن عزبا في الستين من عمره فاته قطار الزواج، وانهارت حصونه فجأة أمام فتاة صغيرة توسم فيها امكان قبوله زوجا لها، وإنما كان في أغلب الأحوال رجلا متزوجا وله من زوجته الأولى أبناء بعضهم يماثلونك في العمر وقد يكبرك بعضهم الآخر ولربما كان مطلقا أو أرمل ذا أبناء.
وقديما قال أحد الحكماء لمن جاء يطلب منه المشورة: إذا لم أعرف كل جوانب القضية التي تعريضنها عليّ بصدق فإن رأيي سيكون عبئا عليك أكثر منه عونا لك.

لكن تجاهل هذا الجانب من شخصية زوجك رغم جوهريته يتسق في رأيي مع ما استشعرته في رسالتك كلها من إعلاء مطلق للاعتبار المادي فوق كل الاعتبارات، فلقد ذكرت عن خطيبك الأول في مرحلة الجامعة أنه كان مناسبا لك من ناحية المستوى المادي وكان ذلك من عوامل أفضليته لديك، وذكرت عن زوجك رجل الأعمال أن مستواه المادي كان مغريا جدا لأية فتاة، ولهذا قبلت به زوجا، ثم تكشف لك عن حرص لا يتفق مع طموحاتك المادية، ثم قلت عن زوجك الحالي إنك فكرت في أمره فوجدت مركزه الوظيفي جيدا ومركزه المالي ممتازا فبدأت تتجاوبين مع مشاعره العاطفية، الى أن تزوجت منه سرا فكانت مكافآته المادية لك تسجيل الشقة باسمك وايداع 50 ألف جنيه في حسابك بالبنك، فماذا يعني هذا الاهتمام الطاغي بالاعتبارات المادية ايتها السيدة الشابة، وكيف يتفق مع قولك عن نفسك أنك من أسرة كبيرة جدا، وما قيمة الاشياء إن لم تحرر الإنسان من الاحتياج المادي للغير، أو لم تحمه من الخضوع للإغراءات المادية وتقديم التنازلات من حياته الشخصية للحصول على ما يتطلع إليه؟! إنها مأساة حقيقية أن يقدم البعض الاعتبارات المادية على كل الاعتبارات الأخرى على هذا النحو وأن يستبدلوا بالقلوب في حنايا الصدور آلات حاسبة لا تعرف إلا لغة الأرقام وحدها، والمؤسف حقا أن يكون هذا البعض من الشباب الذي تمتد الحياة أمامه وتتسع لتحقيق الأحلام بالكفاح الطويل، وليس بجني ثمار حدائق الآخرين، انك كمعظم من تتعللين بأنك قد وجدت السعادة مع زوجك الذي يكبرك بـ 35 عاما، ولقد تكونين كما تقولين لنفسك قبل الآخرين سعيدة بحياتك الجديدة بالفعل، ولكن لن تدوم مثل هذه السعادة يا ابنتي وهي مهما كانت حقيقية أو مكثفة سعادة مسروقة بحكم العوامل القدرية التي لا حيلة لأحد فيها وسباحة ضد تيار لا يصمد أمامه أحد مهما أوتي من قوة، لأنه تيار الزمن؟!
إن قوانين الحياة الطبيعية أولى دائما بالاتباع فإذا كان ثمة استثناء هنا أو هناك فإن الاستثناء مهما تكرر لا يصنع قاعدة أبدا، ولا يصلح لأن يكون مثالا يحتذى، شأنه في ذلك شأن ما يقوله الفقهاء عن غريب الفتوى: يبقى الشاذ من الفتيا كما هو ولا يقاس عليه.
ولقد تحدثت عن سباحتك ضد التيار وتحديك بعض قوانين الحياة وتطلعاتك المادية المؤسفة التي أثرت على اختيارك لحياتك، ولم أشر بعد إلى جرمك الأكبر في حق أبويك وأسرتك وأهلك وهو زواجك سرا بمن رفضه أبواك اشفاقا عليك من نفسك وحماية لك من اندفاعك الأهوج، فكانت مكافأتهما منك هو التسلل بليل الى من رفضوه حبا لك وحرصا عليك، والزواج منه في غيبة الأهل.
ثم تشكين الآن من أنك تفتقدين وجودهم في حياتك، وتشعرين بالوحشة في بعدهم عنك، وتريدين اكتمال سعادتك بصفحهم عنك وقبولهم لك واجتماع شملكم من جديد كأسرة سعيدة، فهل بذلت كل ما في الوسع حقا لاسترضائهم ومحو المرارة من قلوبهم؟ وهل صبرت على عقابهم المعنوي لك الى أن تهدأ النفوس الثائرة وتصفو من شوائبها؟ انه بقدر الجرم يكون التكفير، ولقد أجرمت في حق أبويك وأسرتك جرما منكورا بزواجك السري ممن اخترته رغما عنهم، فتقبلي عقابهم لك في صبر وواصلي سعيك لاسترضائهم وتحملي منهم الأذى المعنوي بعض الوقت كما كابدوا هم احساس المرارة، والغدر، والأسى، باكتشافهم ما فعلت، ولو لم تكوني قد انجبت من زوجك الحالي ابنا لاذنب له في تفكير أمه المادي ولا في صبابة أبيه، لأشرت عليك بالانفصال عن زوجك والعودة لأحضان أهلك وتصحيح مسارك في الحياة، لكنه قد فات أوان تصحيح الأخطاء الآن، وقد يؤدي تصحيح بعض الأخطاء أحيانا الى اضرار إنسانية أفدح من استمرارها على حد قول أمير الشعراء: وأخف من بعض الدواء الداء ، فاعتصمي إذن بالصبر على أبويك، والتمسي لهم العذر فيما تغلي به الصدور من الحنق والغضب عليك، ولا تكفي عن طرق أبوابهما الى ان تخمد نار الغضب وترق القلوب.. وتأذن لهما بالصفح عنك.


تمت


الاثنين، يوليو 25

  1. السنوات الجميلة

 

 

أريد أن اروي لك قصتي لك أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري وحين كنت طفلة في التاسعة من عمري ذهبت إلي الشاطيء مع ابي وأمي وشقيقي في اجازة وخلال لهوي مع اخي فوق الرمال لاحظت أمي شيئا غريبا استوقفها في ظهري‏..‏ واسرت لأبي بملاحظتها وشكوكها فاتهمها بالوسوسة والخوف المبالغ فيه علي اطفالها لكن أمي لم يهنأ ها بال حتي قامت بعرضي علي أحد الأطباء فطلب اجراء العديد من التحاليل
والأشعات‏,‏ وفي النهاية قال لوالدتي انها أم ممتازة لأنها قد لاحظت شيئا قد تفوت ملاحظته علي الكثيرين‏,‏ وصارحها بانني مصابة بعيب خلقي في العمود لفقري عبارة عن اعوجاج في بعض فقراته من الأسفل إلي الأعلي وانها حالة نادرة لكنها تتطلب اجراء جراحة عاجلة لعلاجها والا فانها سوف تتفاقم ويزداد
الاعوجاج وينتهي بالتفاف العمود الفقري حول الرئتين والوفاة‏.‏وانهارت أمي حين سمعت ذلك‏,‏ وارادت ان تتأكد من صحته فعرضتني علي اربعة اطباء آخرين  اكدوا لها صحة هذا التشخيص‏,‏ وحذروها من التأخر في اجراء الجراحة‏,‏ وانتهي

الأمرباختيار احد الجراحين لاجراء العملية ودخلت المستشفي قبل موعدها باسبوع لاجراء المزيد من الفحوص والتحاليل‏,‏ وذات يوم جاءت إلي الممرضة التي كانت ترعاني في المستشفي ـ واصطحتبتني معها وفي الطريق عبر ممرات المستشفي نظرت إلي باشفاق ثم سألتني‏:‏ هل تحفظين الفاتحة؟ وإجبتها بالايجاب فطلبت مني ان  أقرأها واكرر قراءتها طوال سيرنا في الممرات‏,‏ وفي احدي الغرف طلبت مني
الممرضة خلع ملابسي‏,‏ وارتداء قميص ابيض ووضع بونية من البلاستيك فوق رأسي وفعلت ماطلبت ثم قادتني إلي غرفة اخري يسودها اللون الأخضر في الحوائط والاثاث‏,‏ ويقف بها رجال يرتدون معاطف خضراء اللون‏,‏ ابتسموا جميعا في وجهي ثم اقترب مني احدهم وطلب مني ان يري يدي فمددتها له فوخزني بابرة في كفي الصغيرة‏,‏ ولم تمض دقائق حتي كنت قد غبت عن الوعي لفترة لاأدريها‏,‏ وأفقت من غيبتي فوجدت ابي وأمي حولي وهما يبتهلان إلي الله حمدا وشكرا علي سلامتي‏,‏ وعرفت انه قد اجريت لي الجراحة المطلوبة ووجدتني لا اقوي علي تحريك
قدمي واستمر الحال هكذا شهرا كاملا وتبين انني قدا اصبتبشلل مؤقت وغادرت المستشفي وأخي يدفعني امامه علي الكرسي المتحرك‏,‏ وأمضيت أيامي حبيسه البيت اجلس في الشرفة أرقب الأطفال وهم يلهون ويجرون في الشارع ولا أعرف سببا لعجزي عن أن أفعل مثلهم‏,‏ وقبل ان يتمكن اليأس والاحباط مني جاء ابي وأمي لي لطبيب متخصص في العلاج الطبيعي‏,‏ فراح يعلمني علي مدي ثلاثة شهور بصبر واخلاص
المشي كما يعلم الانسان طفلا يبدأ عامه الثاني‏,‏ إلي أن استطعت المشي بالفعل وسعدت بذلك كثيرا لكن ذلك لم يكن نهاية المعاناة وانما بدأت رحلة أخري من العذاب‏,‏ فلقد قام الجراح بوضع شرائح معدنية ومسامير لسند العمود الفقري بعد الجراحة‏,‏ ولم يتقبل جسدي هذه الأجسام الغريبة فكونت خلاياه صديدا الجرح وداخله‏,‏وتطلب الأمر اجراء‏8‏ عمليات جراحية أخري لي علي مدي حوالي‏5‏ سنوات‏,‏ كان آخرها لتكسير عظام الحوض وأخذ أجزاء منها لسند العمود الفقري حتي لايقوم الجسم بافراز صديد جديد حوله‏,‏ وشاءت الأقدار لي في آخر هذه العمليات ان تقع زجاجة صبغة اليود من يد الطبيب المساعد‏,‏ فيسقط السائل
الحارق علي وجهي ورقبتي ويصيبها بالحروق‏,‏



وطوال هذه الأعوام الخمسة لم أتخلف عن مواصلةالدراسة‏,‏ وبعد انتهائها بسلام اجتزت الثانوية العامة والتحقت بكلية نظريةمرموقة ووفقني الله في النجاح والحصول علي شهادتها بتقدير جيد جدا‏,‏ وكانذلك من فضل الله وبفضل أبي وأمي اللذين لم يدخرا وسعا في رعايتي وعلاجي فيأفضل المستشفيات وعرضي علي أكبر الأطباء‏,‏ فإذا كنت قد اسيت لشيء في كل ما لقيت من عناء‏,‏ فعلي أنني لم استمتع بالسنوات الجميلة في حياة كل ابنه ـ أو ابن‏,‏ فلم استمتع ببراءة الطفولة ولا شقاوة سنوات المراهقة‏,‏ ودخلت مرحلة الشباب والدراسة الجامعية وأنا اخشي العلاقات الاجتماعية حتي لا أضع نفسي موضع تساؤل قد يحرجني  كما لم أفكر في الارتباط بأي شاب حتي لا أثير موضوع الجراحات مع أحد‏,‏ إلي أن ساق القدر لي وأنا في السنة النهائية بالجامعة زميلا لي في نفس القسم عبر لي عن إعجابه بي وانبهاره بهدوئي ورقتي وصارحني برغبته في الارتباط الرسمي بي‏,‏ ففتح بذلك باب الأمل أمامي‏,‏ ودعم ثقتي به وشجعني ذلك علي أن أروي له قصتي مع الجراحات التي أجريتها واستقبل هو كل ذلك بهدوء تام‏,‏ لكن والدته قابلت رغبته في الارتباط بي بإعلان الحداد العام وعارضت اختياره لي وإصراره علي الارتباط بي بشدة متناهية واتهمته بأنه

يحب فتاة قد تكون عاجزة أو معوقة ولم يكن ذلك صحيحا لأن هذه الجراحات أجريت لي منذ عشر سنوات‏,‏ ولم يكن من الرحمة أو العدل أن تعاقبني علي ما لا ذنب لي فيه‏,‏ كما أهانتني والدته سامحها الله وأهانت أسرتي بدلا من أن تقدر لأبي وأمي ما بذلاه من جهد في رعايتي وعلاجي وإسعادي وصورت الموقف علي انني قد
نصبت لابنها فخا وقع فيه باستدراري لعطفه لكي يرتبط بي‏,‏ وانتهي الأمر بأن عجز هذا الشاب عن تحمل ضغوط أمه عليه‏,‏ فاعتذر لي عما سببه من آلام وغادر البلاد كلها للعمل في الخارج‏.‏
فإذا كنت قد وجدت في نفسي القدرة علي أن أروي لك قصتي هذه فلكي اقدم لأبي وأمي اطال الله عمريهما بعض ما يستحقانه من شكر وعرفان لما قدماه لي من عناية واهتمام وحنان لو ظللت بقية العمر اشكرهما
علي ما قدماه لي فلن افيهما بعض حقهما علي‏,‏ ولا أملك إلا أن ادعو الله سبحانه وتعالي ان يحفظهما من كل سوء ويهبهما الصحة وطول العمر‏,‏ وكذلك لكي اقول لك ولقرائك ان الايمان بالله وقوة الارادة‏,‏ كانا السر الحقيقي فيما أنا فيه الآن من نعمة الصحة والتوفيق في الدراسة‏,‏ والحياة السعيدة بين أبي
وأمي وأخي حفظهم الله لي‏,‏




ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏




إذا كنت تأسين علي سنوات العمر الجميلة التي تبددت في المعاناة والآلام‏,‏ فلسوف تهديك الأقدار الرحيمة ما هو أجمل
منها في قادم الايام بإذن الله‏,‏ ولسوف تنهال عليك جوائز السماء فتمسح علي كل الاحزان وتعوضك عن كل ما قاسيت من آلام‏,‏ ولا عجب في ذلك يا آنستي‏,‏ فأنت تملكين كل مؤهلات السعادة والتوفيق في الحياة إن شاء الله ـ ومن أهمها
هذه النفس الرضية الراضية باقدارها وبكل ما تحمله اليه امواج الحياة‏,‏ وهذا القلب العطوف الذي يتسع لحب الابوين والأخ الوحيد ويذكر لهم كل ما قدموه له‏..‏ ويتفاءل بالحياة بالرغم مما شهدته رحلة العمر من بعض
الاحزان‏.‏كما انك يا آنستي قد دفعت ضريبة الألم مبكرا واستوفيت حتي الآن
نصيبك من المعاناة‏,‏ وكل ذلك لابد له ان يرشحك لنيل نصيبك العادل من السعادة والهناء‏,‏ ولم يبق لك إلا انتظار الأقدار السعيدة والتهيؤ لاستقبالها قريبا بإذن الله‏.,‏ ولسوف تكون سعادتك حقيقية كما كانت آلامك من قبل
حقيقية‏.‏فهنيئا لك يا ابنتي بتاج الوفاء الذي تحملينه الآن علي رأسك
وهنيئا لك بما سوف يرشحك له من سعادة وتوفيق في الحياة بإذن الله‏.‏ فإذا كانت تجربة الارتباط الأولي في حياتك قد خلفت وراءها بعض الجراح‏,‏ فلعل الأقدار تدخرك لمن هو أحق بك وأقدر علي إسعادك من الجميع‏,‏ وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم الله وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون صدق الله العظيم‏..‏

الجمعة، أغسطس 30

 
كلمات اعجبتني 

من كلمات الأستاذ : عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)



علمتني الحياة أن الإنسان لا ينال الاحترام من الأخرين بالضغط أو الإكراه.. ولا بالاستجداء، وإنما ينبع الإحساس بالاحترام ذاتيا تجاه الآخرين حينما يلمس المرء التزامهم بالطريق القويم في الحياة، وتصرفهم في حياتهم تصرفات تعكس اتزانهم النفسي والخلقي والتزامهم باحترام النفس وحقوق الغير..
والطريق الخاطئ متاح دائما للجميع، وهو الطريق السهل الذي لا يرد فيه المرء نفسه عن إغراء أو مصلحة عابرة حتى ولو تعارضت مع حقوق الآخرين أو متعة ولو كانت محرمة، أما الطريق الصعب فهو الطريق الذي يجاهد الإنسان فيه نفسه ويدرها عن رغائبها غير المشروعة.. ويكون جزاؤه عن جهاده فيه هو الرضا عن النفس واحترام الآخين للمرء.. والمضي في الحياة بغير مكابدة الإحساس المرير بالذنب والخوف من عقاب السماء وغدر الأيام، وليس من حق من يختار الطريق السهل أن يأسف على سقوط اعتباره لدى الآخرين، ولا أن يلومهم على ذلك، وإنما من واجبه أن يلوم نفسه على أن وضعها موضع اللوم والازدراء من الآخرين، وأن يجاهد بإخلاص ليردها عن كل ما يسيء إليها، فيكتسب تلقائيا ثقة الغير واحترامهم.

تحياتي له

رحلة النجاح